الثلاثاء، 13 أبريل 2021



 دراسة بحثية كبرى في السياسات الامريكية الخارجية بعنوان:

أفكار قادة الرأي الأمريكي و دورها في تغيير المدلول السياسي وتشكيل قيم ومبادئ الرأي العام و توظيف

الاعلام و مراكز الدراسات والبحوث كآليات كبرى لهذه الغاية و رؤية للجانب العربي في المشهد ككل..

بقلم يوسف القيصر_10-03-2021



أجندة الادارة الامريكية 

القسم الأول_تمهيد: العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي

القسم الثاني:نظرة على طبيعة المشهد السياسي الأمريكي

القسم الثالث: توظيف النخب السياسية لوسائل الاعلام في التأثير على الرأي العام بتعطيل حواس الشعب

و توجيهه الى قرار معين

القسم الرابع:الانحياز و التحيز الاعلامي أو سياسات ما وراء الحقيقة و دورها كآلية

داعمة و أساسية للآلية الاعلامية

القسم الخامس:دور الاستخبارات السياسية كمكون في العملية السياسية

القسم السادس:دور مراكز البحوث و الدراسات الامريكية في صياغة المشهد السياسي الامريكي

القسم السابع:تغيير المدلول السياسي و دوره في التأثير على مصالح و أمن الوطن العربي

المراجع_

كتاب مشروع الشرق الأوسط الكبير و السياسة الخارجية

 الامريكية لرايق سليم بريزات

كتاب الاسلاموفوبيا جماعات الضغط الاسلامية في الولايات المتحدة

 الأمريكية ل.د .ريا قحطان الحمداني

كتاب الاتصال و الاعلام السياسي للدكتور سعد آل سعود

_كتاب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الصادر عن مركز الكاشف

 للمتابعة و الدراسات الاستراتيجية

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

1_تمهيد:العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي

لقد شهِد المشهد العالمي انعطافة كبرى خلال العشرية  الاخيرة  من القرن

الماضي اندثرت بعده الدول الاشتراكية و تلاشت قواها بعد تفكك الاتحاد

السوفياتي مما عزز حضور الولايات المتحدة في تلك المرحلة  و بعـده بدأت

تستـولي تدريجـيا عـلى  زمـام  الامـور و انـفردت بالسيـطرة عـلى مجريات

الاحداث العالمية ككل و أصبحت القوة السيادية العظمى ..

ومنذ سنوات و مجريات الأحداث العالمية بدأت  تعرف تسارعا و تطورا كبيرين

 وبالموازاة معها لوحظ تحول كبير ضمن سياسات الولايات المتحدة بكل تياراتها

و بدأت تتحكم تدريجيا في زمام الامور على الساحة العالمية سواء على المستوى

 السياسي أو الاقتصادي  و أضحت تُوَجِّه  أحداث  العالم  وفق أجندتها السياسية

بشكل مهيمن و مسيطر، و قد كان للملف  العربي حيزا  هاما  من اهتمامات هذه

السياسات حيث عملت بجهد كي تهيمن هيمنة شاملة على المنطقة العربية بالشرق

 الاوسط ..

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الثاني: نظرة على طبيعة المشهد السياسي الأمريكي:

إن التوازن والاستقرار السياسي  ضمن  أجندة الدول تحدده   معايير و أسس  لا

يستقيم  إلا بها و النظام  السياسي بالولايات  المـتحـدة  الامريكية  بـدوره لا  يشذ

عن هذه القاعدة الذهبية..، فصنع القرار في المشهد السياسي الأمريكي  في جميع

أبعاده يشكله بالدرجة الاولى السياسيون والـنخبة المسيطرة على المـواقع القيادية

 الأمريكية كهيكل تنـظيمي يمـثل السلطة العلـيا للبلاد ، فهم أصحاب القرار الاول

و الاخير و الذين يؤثرون  دائما في  السياسات الخارجية  و يتحكمون  في  زمام

الامور في  حين أن  الرأي العام  و الذي يمثله  بقية  العامة من  الشعب  ليس الا

تابع في الرأي  و يكون  له  تأثير على  المدى  البعيد  أو مـن  خـلال  الانـتخابات

الرئاسية والتشريعية..،فهذه النخب السياسية المهيمنة  على  سير الاحداث  تتحكم

في كل المعايير التي تمكنها من رسم الخريطة  السياسية  للعالم  حسب  تطلعاتها

و كذلك  تقوم  بتوجيه كل  القوى  الفاعلة  الى النحو  الذي تريـده  وفق  أهـدافها

و مخططاتها و قد كان  العالم العربي  دوما على  رأس قائمة اهتماماتها و من من

كبرى أولوياتها..

 و قد قد نهجت في ذلك طرقا كثيرة و ذكية و توظف  لها آليات كبرى و مهمة

تغير من مجرى الأمور ككل ويعتبر الاعلام بلا شك على رأسها و يليه مراكز

البحوث و الدراسات  الامريكية  ثم  جماعات  الضغط السياسي  و هذه  كلها

و آليات أخرى  تعد  من أهم  الأدوات و من أهم  أسس العمل  السياسي  التي

يُصنع بها الحدث و القرار  ..

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الثالث_توظيف النخب السياسية لوسائل الاعلام في التأثير

على الرأي العام بتعطيل حواس الشعب و توجيهه الى قرار معين:

إن الولايات المتحدة الامريكية بسيطرتها على وسائل  الاعلام  القاري  عبر

مؤسسات اعلامية عملاقة و ذلك بامتلاكها  أقمارا صناعية  مهمة و شبكات

اخبارية كبرى جعلها تتبوأ الصدارة في صناعة الاعلام وتملك قوة كبرى تكفل

 لها التأثير باستمرار على الاحداث السياسية ككل،فهذا الاعلام  عبارة  عن

كيانات قوية و هائلة فإضافة الى كونه فاعل في توجيه  الانتخابات الرئاسية

و التشريعية و كبح الزمام في الازمات الداخلية  فله دور  أيضا  لا يقل عن

هذه الادوار  جميعها  إذ يعد  من  أكبر  آليات النخب السيادية  التي  تصنع

الحدث و القرار و تغير موازين  القوى و التحكم  في مجريات  الامور في

أجندة السياسـات الامريكـيـة حـيـث  أثبـثت  احصائيات  بأن  الشعـب

الأمريكي يحصل على80% من أخباره  منه  فقط و هذا الاعلام الذي

يقف وراءه عقول سياسية  ذكية  يقوم كل فترة  بتعميم  أفكار تطرفية

و خاطئة لتحقيق أهداف تفرضها مرحلة ما و يقدم  تفسيرات للاحداث

بمنطق يخدم أغراضها الشيء الذي ينعكس على الرأي العام ككل ويصبح

المواطن الأمريكـي مشحـونا  بأفـكار و مفاهيـم ضالة ، فـكون  هذا الاخير

مداركه السياسية محدودة وبالتالي فهو يتأثر بدرجة كبيرة بالاعلام المضلل

لأنه بغير مرجعية  سياسية  قوية  تجعـلـه يـتابع  الاحداث و يفـهم و يحلل

المعطيات بشكل  صحيح  فيصـبح  أداة مطواعة  تسيرها  كيفما شاء  لها

أصحاب القرار السياسي..

و هذه المنظومة الاعلامية الهائلة تُموَّل بشكل كبير من الحكومة الامريكية

و الاحزاب  السياسيـة و أيضا  مـن الاسر ذوات النـفوذ  ، و يـكـفـل هـذا

التحكم الاستراتيجي  لهذه  النخب  في الاعلام السيطرة  عـليه و تـوجيهه

حسب المصالح المتوخاة و التي تفرضها ضروف مرحلة معينة..

فهؤلاء القياديون يوجهون الرأي العام تارة بتوجيه  الشعب الى فكرة  معينة

وتارة باستمالتهم لقرار معين حيث يطوعون وعيه حسب إرادتهم و يعطلون

حواسه بتوجيهه الى تفكير نمطي ليس في قاموسه غير القبول،و هذا كان قد

بدأ منذ عهد  قديم  مع  مطلع  القرن  العشرين  حيث  صرح (ليبمان) عـميد

الصحفيين الأمريكين  في ذلك الوقت بأن ( الثورة  في فن الديمقراطية يمكن

تطويعها لخدمة تصنيع الإجماع)بما معناه أن الرأي العام يصبح مجرد مشاهد

لا غير..

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الرابع:الانحياز و التحيز الاعلامي أو سياسات ما وراء الحقيقة

و دورها كآلية داعمة و أساسية لللآلية الاعلامية

و عندما نتكلم عن الاعلام تلح علينا ظاهرة  أخرى و تتعلق  بالانحياز الاعلامي

و هي منهجية تتخذها كثير من الصحف و القنوات الاخبارية الامريكية الموجَّهة

من طرف القيادات بحيث تخالف مِـهَنية الصحافة الشريفة و تنحاز في نقل الخبر

الى نشر معطيات غير ذات أهمية وتتجاهل نشر الاخبار الكبرى خدمة  لمصالح

 النخب،ويكون لها أثر كبير في تحويل الرأي العام إلى فكرة معينة أو رأي معين.. 

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم الخامس:دور الاستخبارات السياسية كمكون في العملية السياسية

و في سبيل تهيئة المواطن الامريكي لقراراتها المفاجئة تلجأ النخب السياسية  إلى نوع

 من الاستخبارات السياسية لإضفاء  الشرعية على  قراراتها و ذلك  بجس نبض رأي

 العامة اتجاه السياسات المقترحة حيث تقوم بمراقبة مؤسسات استطلاع الرأي و التي

 هي عبارة عن مؤسسات رأسمالية كبيرة لها إمكانيات وقدرات كبرى و يتجلى دورها

 الكبير  في استطلاع آراء العامة بخصوص هذه السياسات..

و نسوق هنا ما قام به الباحث الامريكي فرانك مونجر بخصوص هذا الشأن حيث

 اكتشف أن هناك علاقة كبيرة بين نتائج استطلاع الرأي العام و بين القوانين التي

 تسطَّر حديثا بنسبة 84% مما يثبث صلة الاتفاق  المسبق بين  السياسات  العامة

 الامريكية ونتائج استطلاعات الرأي الأمريكي مما يثبث أيضا أن هذه الآلية الأخيرة

 عامل مهم في العملية السياسية الأمريكية..  

و نسوق هنا شكلا من اشكال التزييف حيث قام في  فترة  من تاريخ  مضى  وزير

دفاع امريكي يسمى روبرت مكنمارا مع عدد من القياديين بتغيير الحقائق و تضليل

 الرأي العام بمعلومات زائفة حول الحرب في الفيتنام و التفاصيل موجودة و موثقة

في كثير من المواقع الرسمية لمن يهمه الأمر..

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم السادس:دور مراكز البحوث و الدراسات الامريكية في

صياغة المشهد السياسي الامريكي

إن مراكز البحوث و الدراسات بالولايات المتحدة الامريكية لها دور كبير في

بلورة الاحداث السياسية وصنع القرار السياسي في أجندة الادارة الامريكية،

و هذه القرارات  يكون للجانب العربي حيز  مهم  منها و هي تنقسم الى ثلاثة

 أقسام:

القسم الأول:

1-_مراكز البحوث و الدراسات التي تدعمها الادارة الأمريكية و النخبة السياسية_

حيث أُنشِئت سنة1900 و دورها معرفة كل شيء خارج الولايات الأمريكية

و رسم السياسة الحكومية على ضوء المعطيات..

وفيها فرع يختص بدراسات الشرق العربي يسمى فرع(المستعربون_Arabist_)

دورها الاول هو ترشيد السياسات  الامريكية  بخصوص  الاحداث  بالشرق

الاوسط حيث لعبت دورا هاما على مستوى الاحداث العربية و تغيير بعض

النتائج و حتى احداث  انقلابات  تخدم  الاجندة الامريكية.. ، و يقوم بتمويلها

المؤسسات العسكرية  الامريكية  بنسبة  حتى 96% حسب تقارير مسجلة..

و يشرف على تسييرها ثلة  من النخبة من  دبلوماسيين  و وزراء و ورؤساء

سابقين وأيضا أعضاء من الكونغرس وخبراء سياسيين واقتصاديين وعسكريين

و عـدد من مدراء  مؤسسات  الاستطلاع  السالف  ذكرها .. و هؤلاء  كلهم

يقومون بلقاءات اسبوعية للتشاور حيث يخرجون  بقرارات  يكون  لها دور

بارز في الحركة السياسية الأمريكية..

و يبقى لها دور حيوي جـدا في التـأثير  سواء  عـلى  الانتخابات  الرئاسية أو

على انتخابات مجلس  الشـيوخ و النـواب و أيضا  على السياسات  الخارجيـة

ويهمنا بهذا الخصوص الجانب العربي حيث تحاك حوله الكثير من التخطيطات

التي كان من شأنها دائما السير بعجلة أحداثه وفق مصالح الاجندة الامريكـية..

2-_مراكز البحوث و الدراسات المستقلة_

فهذه المراكز تعتبر تابعة للجامعات الأمريكية المتخصصة في الدراسات و اللغات

 السامية مثل جامعة  بنسلفانيا و هارفرد و ميشيغان كما  أن بعض  هذه المراكز

على صلة بوكالة الاستخبارات الأمريكية و مكتب التحقيق الفيدرالي،و يقوم على

 تمويلها كثير من المؤسسات الامريكية الكبرى و دراساتهم البحثية موجهة بحيث

تخدم الأغراض السياسية الأمريكية و لعل أهمها مركز (مركز التفاهم الاسلامي

المسيحي لمؤسسه _جون إسبوزيتو)..

3-_مراكز البحوث التي تدعمها جماعات الضغط الصهيونية_

و تقوم هذه المراكز بدراسات وبحوث مهمة وبعد أن تثبت نجاعتها تسلمها لجماعات

 الضغط الصهيونية التي تقدمها بدورها للكونغرس و لوسائل  الإعلام و يكون لها

تأثير كبير في خريطة السياسة الأمريكية ككل، ولعل أهمها:

1_معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى:

و هو يضم أعضاء من الحزبين الجمهوري و الديموقراطي و أسسه (مارتن أنديك

سنة 1986م)

2_معهد الدراسات السياسية و الاستراتيجية المتقدمة:

و قد أسسه (ريتشارد بيول سنة 1996) و يهتم في دراساته على نفط غرب

افريقيا و يوجد مركز له بواشنطن و اخر بالقدس..

3_معهد البحث الاعلامي للشرق الاوسط:

و يختص هذا المعهد بالمرتبة الاولى على تشويه صورة العرب عند الرأي العام عن

 طريق الاعلام..

و لا ننسى أيضا العملاء الصهاينة المندسين في الجامعات الأمريكية و يقومون بدور

 رئيسي في رسم الأجندة الأمريكية 

× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×

القسم السابع:تغيير المدلول السياسي و دوره في التأثير على مصالح و أمن

الوطن العربي:

و كما ذكرت هناك عدة نُظم من هذه الآليات لها أهداف داخل الوطن العربي و أخرى

شبه متخصصة في سياسات الشرق الأوسط و أخرى في منطقة الخليج ، فعلى سبيل

المثال (معهد البحث الاعلامي للشرق الاوسط) من أهم اختصاصاته تشويه صورة

العرب لدى الرأي العام  الأمريكي  و هي  ممارسات تضر بالدرجة الأولى المسلم

بالديار الغربية و تخلق له معوقات شتى تعيق اندماجه  بشكل صحيح و أحيانا تخلق

له أشياء تعرض معها  حياته  للخطر و لعل الاسلاموفوبيا  من  أهم مظاهر  تشويه

العرب لدى الغرب..

 كما أن جماعات الضغط الاسرائيلي لها دور كبير في توجيه السياسة الأمريكية توجهات

تخدم مصالحها في المنطقة  العربية عموما  و في فلسطين خصوصا ( لقد قدمت دراسة

كبرى منفردة بهذا الشأن)..

فكل هذه الآليات هي التي تتحكم في المدلول السياسي الأمريكي و بالتالي تصنع احدى

المعايير الكبرى للسياسات الأمريكية في  المنطقة  العربية من  جهة و التي تهدد أمنها

بشكل كبير و أيضا تهدد أمن المواطن المسلم و سلامته بالديار الغربية أشياء تنعكس

سلبا و بقوة على  الكيان العربي  ككل خصوصا  أن الاحتراب  العنصري  للمواطن

العربي بالديار الأمريكية في تصاعد مستمر و نراه جليا في نمو ظاهر الاسلاموفوبيا

و أطماع دولة المؤسسات في المنطقة العربية لا تقف على حد..

حررت بقلم القيصر بتاريخ10-03-2021 و وثقت في __ بتاريخ25_07_2021 

برابطة القيصر للمبدعين العرب للتوثيق



✍️✍️دراسة بحثية كبرى في التيارات الصهيونية بدولة المؤسسات(النشأة و الجذور والأهداف) بعنوان:
اللوبي الاسرائيلي (جماعات الضغط الصهيونية) ودورها في تغيير السياسات الامريكية بدءا من انتخاب الرئيس الامريكي وصياغة القوانين و وصولا إلى توجيه الرأي العام وتغيير نتيجة القرار السياسي كجزء من رسم ملامح الأجندة الأمريكية..✍️✍️
بقلم_يوسف القيصر_بتاريخ24-03-2021
أقسام الدراسة:
1_تعريف الضغط السياسي
2-من هو اللوبي الاسرائيلي/لوبينج Lobbying_التعريف و أصل النشأة
3-تطور جماعات الضغط الصهيونية و ازدياد نفوذها في دولة المؤسسات
4-جماعات الضغط الصهيونية  _السيطرة و الهيمنة و الأهداف
5-طريقة عمل اللوبي
6-المنظمات السياسية الصهيونية الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية
7-اللوبي الصهيوني في المشهد السياسي العربي
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
1_تعريف الضغط السياسي:
إن كلمة الضغط السياسي مصطلح أخرجته الولايات المتحدة الامريكية في تاريخ مضى
سيأتي ذكره لاحقا و يرتبط بأفراد ينظَمُّون في إطار تنـظيمي لجـماعات فـي عدة دول 
مهمتها الضغط على أصحاب القرار في هذه الدول كنوع من مشاركة في أجندة نشاطاتهم
 لرسم ملامح جديدة للخريطة السياسية بحيث تلائم مـخططات استعـمارية أو مـصالح
 اقتصادية أو أهداف عرقية و يوظفون لذلك آليات كبرى تتيح لهم تحقيق أهدافهم على
 النحو المنشود..
و جماعات الضغط السياسي المنبثقة من الاسم نفسه هي مؤسسات نفعـية بالـدرجة الاولى
 و قد عرَّفها بعض الخبراء السياسيين  بأنها:(الجماعات التي تمارس الضغـط بـهـدف
 الوصول إلى هدف معين في مواجهة متخذ القرار)([15])،أو هي (تلك الجماعات التي
 تهدف من خلال ممارسة الضغط السياسي إلى الحفاظ على مصالح أعضائها من خلال
 انتهاج سبل سياسية)([16])..
و تسمى أيضا(جماعات الأروقة أو اللوبي) لأن أغلب المعاملات والاتفاقيات كانت تتم
 إما سرا أو في أروقة الفنادق..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
2-من هو اللوبي الاسرائيلي/لوبينج Lobbying_التعريف و أصل النشأة
إن أصل الاسم يرجع الى تاريخ قديم جدا إلى فترة رئاسة الرئيس الامريكي
(يوليسيس جرانت) ما بين 1869و 1877 وكان في فترة يـتردد عـلى فـندق
بجوار البيت الابيض اسمه(ويلارد و أصبح حاليا اسمه ويلارد إنتركونتيننتال)
وكان يحدث  أن يتعرض له في بهو الفندق(Hotel lobby)عدة أشخاص ذوي
مصالح و قضايا يـناقـشونه في سياسات البيت الابـيض و اخرون يجرون مـعـه
حوارا حول بعـض المصالح أو بـخصوص احـدى الصفقات و من بـهو الفنـدق
اكتسب اللوبي اسمـه الشهير و بـعـدها أصبـح الاسـم مـرادفـا لمن يــتـعاطـون
الظغـط السـياسي و اشتق اسم المـهنة مـنـه فأصــبـحت تسـمى مهـنـة اللوبي
باسمLobbyist) ) .. ومع مرور الوقت تزايد عدد هؤلاء الافراد وكثُرَ عـدد
اللوبيين فكوّنوا فيما بينهم اتحادات ضمن جماعات صغيرة سرعان ما كـبرت
و أصـبحت مؤسسات و أحزابا و أطلق علـيها الاسـم الشـهير الـذي سيـلعـب
دورا كبيرا في الـمشهد السياسي العالمي ككل..اسم (جماعات الظغط السياسي)..
و بعد فـترة من الممارسات السياسية تمكن اللوبي الاسرائيلي مـن شق طريقـه
وسط عتاة منظمات الضغط المختلفة واستطاع أن يثبث حضوره كـأول جماعـة
ضغط مؤثرة و بقوة في السياسات الامريكية الخارجية و الداخلية على حد سواء..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
3-تطور جماعات الضغط الصهيونية و ازدياد نفوذها في دولة المؤسسات:
لقد نالت هذه الجماعات والمنظمات الصهيونية ما لم تنله منظمة أو جماعة قبلها
و قد استمدت اسمها لأن دورها هـو الضغط على الـقادة السياسيين و توجـيهـهم
في اتـخاذ القرار حسب مقتضيات المصالح و الأهداف على مستوى الـبـلاد أو
خارجها، و كـان النشوء الاول لهـذه الجـماعـات مـتزامـنا مـع التطور و النـمـو
الكبيـرين الـذي شهـدتهما المجتمعات بالولايات المتـحدة الامـريكية مـنذ عـقـود
و الذي نـتج عنه تـعـددات عرقية و طائفية وقومية أيضا أشـياء انعـكست بقـوة
على خريطته الاقتصادية والسياسية معا مما نتج عنه ظهور هذه الحركات الجديدة
و التي تتبناها جماعات وأحزاب صهيونـية لا تمت بـصـلة مـع الدولة..
وشهدت بداية الثلث الاخير من القرن الماضي نقلة نوعية كبرى خدمت هذه الجماعات
بشكل كبير ففي 1975 صدر قانون فيدرالي و عُدل في 1976 و هو خاص
بالحملات الانتخابية والذي بموجبه أصبح من حق مؤسسات الضغط وجماعاتها من
إنشاء صندوق
لجـان العمل السياسي (Political Action Committee PAC) و كان دور هـذه
اللـجان متمثلا في تـوفـير الدعم المادي و الموارد المـالـية للمرشـحـين للكونغرس مما
أتـاح لهـم الوصول للمـشرعـين ذوي النــفـوذ و أصبـحت لهم دالـة كبيرة علـيهم..
وبازدياد نـفوذ هـذه الجماعـات ازداد بالموازاة عـددها حيث وصل في أوائل التسعينات إلى
 خمسة آلاف لجنة و بعدها مباشرة شـهدت مسـيرة هـذه الجمـاعات انعطافـة كـبرى عززت
مكانتها بقوة بين التيارات و النّظم جميعها كما عرفت شعبية هائلة حيث انظـم إليها الـكثيـر
مـن الامريكين حـتى فـاقـت نسبتهم في أحد الاحصائيات 65% من الشعب الامريكي و هي
 نسبة كبيرة جدا مما أتاح لهذه الجماعات دور أساسي كوسيط سياسي معبر عن الرأي العام
 أشياء زادت من نفوذها  كما زاد تأثيرها في الاحداث الامريكية ككل....
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
4-جماعات الضغط الصهيونية _السيطرة و الهيمنة و الأهداف:
و ازداد نفوذ جماعات الضغط الصهيوني و تغلـغل في عمـق السياسات الامريكية بـشكل
قوي و سريع و وصل عدد جماعاتها و مؤسساتها سنة 2000 الى عشرة الاف جماعة
كما فاق اعضاؤها المشتغلين في الكونغرس الى 14 الف شخص بعد أن كان عددهم في
 المراحل الاولى سنة 1970 لا يتـعدى مائة عـضو ، كما أن المـيزانية التي أنفقت عـلى
 نشاطاتهم وصل حسب احصائية سابقة الى 3 مليارات و512 مليون دولار خلاف أرقام
هائلة تُصرف في الخفــاء ، كل هذه أشياء مدّت من سيطرتها و ذاع صيتها و أصـبح لها
مـكاتب في جميع أنحاء البـلاد كـما مُـنـحت لها اختـصاصات أخـرى خطـيرة و حـساسة
جدا و توسَّع نفوذها بشكل رهيب ..
و هي في هيكلها العام جماعات تظم بينها أشخاص جمعتهم نفس الاهداف والطمـوحات
و لهم اهتمامات سياسية أو نقابية و تنقسم الى عـدة أنواع:
1_جماعات الضغط السياسية و التي يرمز لها باللوبي الصهيوني.
2_النقابية والاقتصادية والتي تسعى للمنفعة المادية دون الجخول في متاهات سياسية.
3_و منها مؤسسات تهتم بمختلف شؤون المجتمع سواء الفكري أو الاجتماعي
و فئات و أنواع أخرى أيضا..
و تعود الأسباب الأولى التي أتاحت لهذه الجماعات الدخول إلى العمل السياسي إلى
منتصف القرن الماضي حيث كـان المشـرِّع الامـريكي مـنذ بدايـات تأسيس لجنـتـه
التشريعية يرافقه هـاجس دائم و تخوف مستمر من أن تنفرد فئة صغيرة بالكونغرس
بصنع القرار السياسي لوحدِها فخرج بقانون احترازي أصدره الكونغرس الامريكي
سنة 1946م تحت اسم(القانون الفيدرالي لتنظيم أعمال التأثير على أعضاء الكونغرس
(The Federal Regalation Of Lobbing Act) 
 والذي تم بـمـوجبه إعـطاء الصلاحية لكل فـرد و منـظمة أو مؤسسة الحق في التأثير
على أعضاء الكونغرس شريطة أن تسجل نفسها رسميا ثـم تـبدأ بالاتـصال بأعـضاء
اللجـنة التشريعـية وذلك بتقديم تـقارير كل ثـلاثة أشهر تسجـل فـيها نشـاطـاتهم وأسماء الشخصـيـات الـذيـن تـم الاتـصال بهـم و بـيانات أخرى ، و نظرا لطبيعة نُظم الولايات
المتحدة المنفتحة فسرعـان ما عرف هذا القانون انتشارا سريعا و انفتـح  البـاب عـلى 
مصراعية لجماعات الضغط لتمارس نشاطاتها على أوسع نطاق..
فأصـبحت تشارك أعضاء الكونغرس في تجربتها السياسية بداية بـبعض الملاحظـات
والرؤى وشيـئا فشيـئا بـدأت تـتـغـلغـل في قـلب الأجـندة السياسية و تـزداد أعـدادها
و تـفرض نفـسها حـتى تمـكنت مـن إصـباغ شرعــية على نـشاطاتها بشكـل قانـوني
الشيء الذي قـوَّى شوكتها و رسّخ تواجدها بشكـل كبير.. ، ثم جاءت مرحلة متقدمة
استتب لها الامر كليا و هيمنت على آلـيات القوانـين و أصـبحت تنتـجها و تصدِرها..
وأُسند إليها أيضا مراجعة التشريعات السارية و رؤية الخلل بها و الخروج بقرارات
تعديلية كما بدأت تقدم معونة واستشارة دائمة لموظفي الحكومة في مجالات عملهم..
كل هذه الامتـيازات و غيرها أسست لهذه الجماعات مـكانـة قـوية داخـل المـنظومـة
الامريكية وأصبحت كـيانا هائلا طغى على كل الكيانات السابقة ولـم تقتصر صلاحيتها
على كل مـا وصلت الـيه من مراكز نفوذ هـامة و حـساسة بـل أصـبحت أيـضا تكـلـف
المحامين الذين يشتغلون لديها وهم يعدون بالالاف بأن يعهدوا لبعض أعضاء الكونغرس
سـواء محليــا أو وطـنيا بـعـرض وجـهات نـظرهـا في انـعـقـــادات المجــلـس لخـدمـة
 مــصالحها والدفاع عن قـضاياها مقابل مبلغ من المال كرشوة تحت مسمى مكافأة..
و أيضا فهذه الجماعات الصهيونية تعمقت في جـذور السيـاسة الأمريـكية و أصبـح
لها تأثير أيضا بخلاف الكونغرس على مؤسسات سياسية كبرى مثل معاهد البـحوث
والتخطيط الاستراتيجي و معاهد الدراسات و التي تـلعـب دورا حقيقـيا في صـياغة
سياسة البلاد..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
5-طريقة عمل اللوبي_
فهذه الجماعات تنهج طرقا مختلفة و متنوعة حسب ما يفرضه عليها الظرف ،فأحيانا
بطرق قانونية في وضح النار و أخرى باستعمال الرشوة و مايقوم مقامها في غياهب
الأروقة و تارة بالتحايل على ثغرات القانون ، و هنا لا نستطيع أن نمر مرور الكرام
على أكبر فضـيحة فساد حول (جاك أبراموف) الذي كان يشتغل بالظـغـط الـسياسي
و احتال على قبائل هندية بما قيمته 66مليون دولار لإنجاز صفقة وهمية حيث كانت
فضيحة كبرى حوكم فيها أبراموف و جرّ معه عـددا مـن السـياسيين و أعـضاء فـي
 الكونغرس..
ويقوم اللوبي أيضا بالضغط على السلطة التنفيذية للكونغرس الأمريكي و الهيمنة على
القرار بحيث لا يخرج عن مصالحها وعندما يجد معارضة من أحد من الكونغرس فإنه
يتهمه بمعاداة السامية و هي تهمة رهيبة و سلاح يردعون به أعداءهم..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
6-المنظمات السياسية الصهيونية الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية:
إن اللوبي الصهيوني يمثله أشخاص ذوي نـفـوذ اجتـماعي و اقتصادي و سـياسي و هم
يترأسون عددا من المؤسسات التجارية الكبرى و يملكون الكثير من الشركات العملاقة
و قد فاق عددهم منذ بعض الوقت حسب احصائية سابقـة مـا يفوق 34 مـنظمة يهـوديـة
سياسية كبرى مما خول لهم التحكم في قوة اقتصادية هائلة امتدت أذرعـها كالأخطبـوط
و سيطرت على الموازين في الولايات المتحدة الامريكية، وعندما نذكر هـذه المنظمـات
 الكبرى فلابد أن نشير إلى مـنظمة
 (آيباك) اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العـامة (إيباك AIPAC) التي يرجع تأسيسها
الى سنة 1945وتضم بين صفوفها الالاف المؤلفة من الأعضاء اليهود والذين يتبرعون لها
 بمبالغ سنوية مهمة و أيضا تضم الآلاف مـن الشخصيات اليهوديـة الكـبرى و الـوازنة في
 المجتمع الأمريكي..
وهي أقوى جماعات الضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي و هدفها الاكبر هو تعزيز
 الوجود الصهيوني وتحقيق الدعم لمواطنيها..ولها سلطات كبرى تفوق كل الجماعات مثيلتها
 فهي تتحكم في جميع أفراد الكونغرس وتعاقب بشدة من يعارض مصالحها وتكافئ الذين يساندونها و يدعمونها..
كما لا ننسى أنها تمول عددا كبيرا من أعضاء الكونغرس في حملتهم الانتخابية و يعملون
على التأثير على نتائج الاقتراعات موظفين في هذا و ذلك بمـلاييـن الدولارات بـغـرض
التحكم في الكونغرس و تطويع قراراته حسب أهدافهم و مخططاتهم..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
7-اللوبي الصهيوني في المشهد السياسي العربي:
لقد ارتقت جماعات الضغط بدولة المؤسسات بطريقة قوية وسريعـة الشـيء الذي مـكّن
اللوبي الصهيوني من امساك زمام الأمور والتحكم الشبه كامل في السياسات الأمريكية
 الداخلية و الخارجية،
فنشاط اللوبي الاسرائيلي أصبح مهيمنا على الاجندة الأمريكية بشكل كبير،فعلى المستوى
 الخارجي حققت هذه اللوبيات الصهيونية أهدافا كبرى في توجيه الاجندة الامريكية كيفما
 تقتضيه مصالحها،فهي توظف مؤسسات وازنة و فاعلة بقوة في المشهد السياسي لتوجيه
 السياسة الامريكية الخارجيـة نذكر منها المؤتمر اليهودي العـالمي و اللجنة الأمريكية
 الإسرائيلية للشؤون العامة و منتدى السياسة الإسرائيلية و أيضا مؤتمر رؤساء المنظمات
 اليهودية،و كلها آليات مـكنتها من مـدّ أذرعها داخـل أروقـة الكونـغرس و فـي وسط كـل
 الاحزاب سواء الديموقراطية أو الجمهورية أشياء جعلتها هي المسيرة الحقيقية لقـرارات
 الأجــندةالأمريـكية ومساطر السلطة التشريعية،فاللوبي الصهيوني يقوم بالظغط على الفرع
 التنفيذي بالكونغرس لدعم اسرائـيل بطـرق مختلفة بحيث يجعلهم يعتقدون أن دعـم إسرائيل
هو الخيار الذكي و قـد أتاح لهم لها هذا من الحصول على موارد مالية ضخمـة عـلى شكـل
دعـم و حسب كثـير من المصادر قامت خلال الخمسين سنة الماضية بتحصيل دعم أمـريكي
ب 90 مليار دولار وبالطبع كان أغلبه موجه لبناء المستوطنات بالاراضي الفلسطينية وأيضا
 لشراء آلات الحرب الاسرائيلية لتقتيل المواطنين الفلسطينين..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
المراجع_
كتاب_الاسلاموفوبيا جماعات الضغط الاسلامية  في الولايات المتحدة الأمريكية ل.د .ريا قحطان الحمداني
_كتاب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الصادر عن مركز الكاشف للمتابعة و الدراسات الاستراتيجية
دراسة كبرى(تقرير جزء من مشروع «الحج إلى واشنطن<
الجماعات السياسية الضاغطة ودورها في تعزيز الحكم الرشيد(دراسة تحليلية) ([1])
لد. عمر حمزة التركماني. دكتوراه في القانون العام / وكيل النائب العام لدولة فلسطين
نشر في مجلة جيل الأبحاث القانونية المعمقة العدد 26 الصفحة 33.
([15]) Jean-Marie Denquin, introduction à la science politique,op.cit, p. 396
([16]) Benoit Jeanneau, Droit constitutionnel et institution politique, Dalloz, 1991, p. 72
دراسات من النت
مدارك معرفية شخصية
(موثقة برابطة القيصر للمبدعين العرب للتوثيق بتاريخ 21-04-2021)


 السياسات العربية..

بقلم القيصر_16-03-2021

إن منظومة السياسات العربية تسير في طريـق منحدر جدا تتهاوى معه كـل سـبل الاصـلاح والتطور،و لن يتغير الوضع إلا إذا تغيرت أهم المعايير و الأسس التي تعتبر آليات كبرى في المجتمع ككل و أتكلم هنا عن الشعب كآلية كبرى، فالمواطن العادي في الشعوب العربية إذا بقي يعيش متفرجا على الاحداث بحيادية و أحيانا ببلادة و غباء إما بسبب جـبن أو جهل فإن النـظام السياسي سيشهد انعطافة اخرى نحو الأسوأ و الشعب وحده من سيدفع الثمن..

#القيصر





 عندما تُفقد القيم في مؤسسة الدولة تتغير المعايير و تتهاوى النُّظُم اقتصاديا و سياسيا
وتختل معها كل الموازين ..
بقلم القيصر؛

لقد أوجـدت النُّظم الغربـية دولة الحق و القانون و هي  الدولة  الكافرة و لم تتحـقق
 معاييرها في النُّظم الشرقية وهي الدولة المسلمة ، لأن المعايير للأسف  قد اختلت
 بشـكل كبير و هـذا  ليس نتـيجة خـلل في أسس عقـيدتنا المجيـدة  و لكن لأن الخلل
أصاب مفاهيم الحياة السياسية أصبحت بمنأى شبه كلي عن مبادئ الاسلام  و التي
 جوهرها القيم الانـسانية السامية  و الضـمير النبـيل ، فالمعادلة كلها  تتوقف عـلى
المجهول x الذي لا تتم بغيره هذه العملية الحسابية ، فـفي الغرب في  بعض  الدول
 الفاضـلة رغـم غـياب الاسلام هـذا  المعامـل كان  حاضرا و قـد  فعّـلوه بـقوة و هو
المتمثل في الأخلاق مما رسّخ تجربتهم بأساس قوي وأنجحَها بشكل كبير في حين
أن الأمة العربية رغم وجود الاسلام الغني بقيمه وبرموزه الكبرى إلا أنها أصبحت
 عند الكثيرين مجرد شكليات وشـعارات دون إيمان حـقيقي بها أو قـناعات صادقة
 فأبطلوا تفعيلها وتطبيق معاييرها وأصبحت هذه القيم متوقفة عـن العمل الى أجل
غير مسمى و اختل في مجتـمعاتنا ذلك التوازن الأساسي و المهم و الذي يـتأسس
عـليها الشيء الذي قـلب كل الموازين و اخـتلت معه المعادلة و ضاعـت  معها كل
المعايير ..
بقلم_القيصر_


 دولة الحق و القانون لا تترسَّخ أُسسها إلا بتأصيل مفاهيم القيم الرشيدة و إرساء دعائمها على قناعات صحيحة و ضمير حي..

بقلم_القيصر؛26-03-2021


 إن كل منظومة مجتمعية و حضارية لا تنجح في تجربتها الانسانية بشكل عام إذا ارتكزت على أسس مختلَّة و واهية، فالأساس المتين الذي تتأسس عليه البنى المهَيكِلَة لهذه المنظومة و الذي يكون بمعايير تعتمد في جوهرها على قناعات شريفة ومن منطلق الضمير الحي هي وحدها من تكفل لها النجاح والاستمرارية بكثير من التألق والعطاء،فعندما تقوم الأمة بتأصيل المبادئ ورموز القيم النبيلة ستؤدي يقينا و بطريقة تلقائية إلى ترشيد المجتمع بمعاني الخير و الصلاح وتُصحَّح فيه كل المفاهيم المبنية على الجهل والتخلف و تتبلور كلها في قالب واحد و تصبح قوة كبرى و دعامة حضارية قوية للرفع من مقومات المجتمع و تطويع آلياته بشكل صحيح و بنّاء، ومن أهم هذه الآليات نجد الفئة النخبوية المتمثلة في المسئولين و القياديين الذين إذا صلحوا يصلح المجتمع ويحقق التفوق والسيادة و إذا فسدوا يفسد المجتمع ويصيبه العقم و البوار،فاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب هو السبيل الأوحد لتطوير الشعوب ونمائها بغض النظر عن المجاملات و المحسوبيات التي لا طائل تحتها إلا مصالح فردية و نتائج هدامة ،فالأمم المجيدة التي تمتلك قناعات شريفة غير مزيفة و تعتمد على مبادئ مشرقة و مضيئة  هي وحدها من تنجح في تجربتها و على كل الاصعدة اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا و ترَسِّخ دعائما لدولة الحق و القانون و لوطن يزخر بالمُثل و برموز الفضيلة و الوطنية الصادقة هي وحدها أيضا من تُرسخ لهذا الوطن دعائم القوة والكمال وتصنع في تجربتها تاريخا مشرفا و مجيدا..

بقلم_يوسف القيصر_26-03-2021



 دراسة في فلسفة الذرائع البراغاماتية: ((Pragmatism)) و السياسات الامريكية بعنوان:

البراغاماتية في دولة المؤسسات منهج فلسفي بفكر و رؤى جديدة تختزل في معاييرها عامل المُثُل و القيم لإيجاد الذرائع في المصالح السياسية و الاقتصادية وتحقيق المصلحة النفعية ..

بقلم_القيصر_11-03-2021


إن النظريات الفلسفية الغربية في العصر الحديث عرفت امتدادا و تحولا كبيرين ولعل أهمها فلسفة الذرائع البراغاماتية التي  تعتبر بلا شك انعطافة كبرى في تاريخ دولة المؤسسات تهاوت معها  كل الأطروحات والنظريات الفلسفية الاخرى،والتي أثَّرت في بنية النظام العالمي بشكل كبير جدا، و قد ظهرت بشكل واضح في سياسات الولايات المتحدة الأمريكية الداخلية و الخارجية بشكل عام و مع الدول العربية و المسلمة بشكل خاص،فما حدث في أفغانستان و العراق لم يكن وراءه أسباب قوية بقدر ما كانت خلفه ذرائع و مصالح خفية جعلتها تنهج خطة الهجوم و الابادة بدل التأني و التريث و نبذت سياسة السلم و السلام اللذان يعتبران شعاران لاغيان عندها عندما يتعلق الامر بالنفع والمصالح ،كما أن الطريقة التي عالجت بها ملف إيران النووي نجد أن وراءه أيضا ذرائع كبرى إذا رأينا كيف كانت تظغط على إيران و تهددها بوقف تجاربها النووية و في نفس الوقت تدعم حق اسرائيل بحقها في هذه التجارب،سياستين متناقضتين لا يجيزهما الا منهج الذريعة وحده كما أن حيثيات الملف الكوري النووي فيه كـمٌّ هائل من المزالق الذرائعية الكبيرة و الواضحة..ناهيك عن عدد كبير من الاحداث على مستوى المنطقة العربية تظهر فيها بصمة الذرائع جلية واضحة ، وسأرحل بكم في جولة تعريفية حتى نعرف حيثيات هذه الفلسفة التي غيرت أنظمة دولة المؤسسات بشكل جذري و عميق جدا..

 إن هذه المنهجية مبدأ فلسفي تأسس على جذور الفلسفة الانجلو ساكسونية المنبثقة عن فلسفة التجربة و الخبرة الاروبية و تغلغل في جذور نظام الولايات المتحدة الامريكية بسرعة وقوة كبيرين و غير فيها في وقت وجيز كثيرا من المبادئ و القيم وأحلّ محلها مفاهيما جديدة ترسخت كعقيدة ثابتة في عمق الفكر الامريكي لا يزعزعها أي شيء،أشياء غيرت في خطابها السياسي الكثير من المعايير و المفاهيم  حيث أسّس هذا المذهب الجديد فلسفة فكرية عصرية انعكست بشكل جلي في تجربة السياسات الامريكية بكل تياراتها وأنظمتها بلا استثناء..

فتوظيف الفكر البراغاماتي في الخطاب السياسي قد غير في دولة المؤسسات كثيرا من القناعات الوطنية و الثوابث المترسخة و جاء بإيدولوجية بديلة دخلت إلى عالم السياسة والاقتصاد بشكل قوي و غير مسبوق في تاريخ مضى حـيث بلـورت منظومة الـقيم الامـريكية بمفاهيم جديدة انتظمت مع الطروحات السياسية والاقـتصادية الاخرى الفـردية والحرية و الليبيرالية  بشكل واسع و لاقت قبولا كبيرا عند قيادات أبناء العـم سام كفلسفة اعتُمِدت كمنجية عملية وأصبحت من أهم مظاهر تجليات الفكر السياسي الأمريكي ، فهي أول فكر يغير الوجه العام لملامح التيارات السياسات والاقتصادية معا و بشكل كبير إذ تعمقت مبادؤها داخل كل الأنظمة وأصبحت جزءا لا يتجزأ منها..

 و قبل المضي في الحيثيات سأقدم تعريفا مختصرا عنها فالمصطلح من أصل يوناني (pragma)و هي تعتبر تقليدا فلسفيا شهيرا ومذهبا عمليا و ماديا أيضا ومنهج تهمه المعرفة من زاوية فعاليتها أي نتائجها و لا تهمه هذه المعرفة كحقيقة مطلقة ،و يرجع تاريخ نشأتها الى حوالي عام 1870 بالولايات المتحة الأمريكية و كان من مؤسيسها الاوائل كل من الفلاسفة تشارلز ساندرز و جون ديوي تشارلز ساندرز بيرس،ويعتبر هذا الاخير هو أول من ابتكر المصطلح في الفلسفة المعاصرة سنة 1878 توصل إليه بعد دراسته للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط..و قد قال في تعريفها(فكر في التأثيرات العملية للأدوات من خلال تصورك ثم، فإن تصورك لهذه التأثيرات هو كل تصورك لتلك الأدوات).

في حين يعتبر جون ديوي الذي كان متأثرا كثيرا  بداروين و نظريته بخصوص النشوء والارتقاء هو الذي رسخ أسسها و قد عرَّفها بأنها(فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج، فهي تدعُ الواقع يفرض على البشر معـنى الحقيـقة ، و ليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نـفسها على الواقع)..د

فالبراغاماتية كنظرية و مدرسة سياسية أسهمت معاييرها في هيكلة النظام الامريكي ولعبت دورا مهما في تطور الولايات المتحدة الامريكية حيث تأقلمت مع نُظُمها بسرعة وبشكل كبير أيضا ،و تأسست على ثلاثة معايير سميت بثالوت الفلسفة الذرائعي  هي (الفكرة أو الموضوع) و ( التجربة والعمل) و(النتائج و التحقيق) حيث اعتمدت النتائج العملية كمعيار أول للحقيقة ولاقت بمعاييرها قبولا كبيرا  في الولايات المتحدة الامريكي موطن نشأتها الاول لدى شريحة كبرى من السياسيين و رجال الأعمال الأمريكين،وقد أخذت مكانها بقوة كتيار فكري بين كل التيارات الأمريكية بجميع أنساقها الليبيرالية واليسارية و الديموقراطية و الاقليات أيضا كطريقة بحث علمية و منهجية عمل نفعية بالدرجة الاولى ذات مبدإ يرجو المصلحة فقط قبل كل شيء بغض النظر عن القيم والاخلاق، و تعددت استعمالاتها كثيرا في السياسات الامريكية لكن حسب المنفعة والمصالح فقط فأحيانا تستعملها كذريعة للتحالف والمعاهدات وأحيانا لقمع الاعداء وابادة الشعوب ..


المراجع_

1-الذريعة في الفلسفة البراغاماتية و انعكاسها على السياسة الخارجية الامريكية في القرن الواحد و العشرين_لنزار نجيب محمد

2-الفلسفة الامريكية بين الليبيرالية و البراغاماتية شارل بيرل نموذجا\أطروحة مقدمة لنيل الدكتوراه في الفلسفة

-دراسات من النت


حررها القيصر بتاريخ 11-03-2021_ و وثقت برابطة القيصر للمبدعين العرب للتوثيق بتاريخ_31-03-2021

 تعريف الأمن القومي برؤية جديدة من القيصر بعنوان: الأمن القومي مؤسسة كبرى داخل الدولة تُعتمد كإطار فكري استراتيجي يدخل في التكوين الفلسفي وا...