دراسة بحثية كبرى في السياسات الامريكية الخارجية بعنوان:
أفكار قادة الرأي الأمريكي و دورها في تغيير المدلول السياسي وتشكيل قيم ومبادئ الرأي العام و توظيف
الاعلام و مراكز الدراسات والبحوث كآليات كبرى لهذه الغاية و رؤية للجانب العربي في المشهد ككل..
بقلم يوسف القيصر_10-03-2021
أجندة الادارة الامريكية
القسم الأول_تمهيد: العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي
القسم الثاني:نظرة على طبيعة المشهد السياسي الأمريكي
القسم الثالث: توظيف النخب السياسية لوسائل الاعلام في التأثير على الرأي العام بتعطيل حواس الشعب
و توجيهه الى قرار معين
القسم الرابع:الانحياز و التحيز الاعلامي أو سياسات ما وراء الحقيقة و دورها كآلية
داعمة و أساسية للآلية الاعلامية
القسم الخامس:دور الاستخبارات السياسية كمكون في العملية السياسية
القسم السادس:دور مراكز البحوث و الدراسات الامريكية في صياغة المشهد السياسي الامريكي
القسم السابع:تغيير المدلول السياسي و دوره في التأثير على مصالح و أمن الوطن العربي
المراجع_
كتاب مشروع الشرق الأوسط الكبير و السياسة الخارجية
الامريكية لرايق سليم بريزات
كتاب الاسلاموفوبيا جماعات الضغط الاسلامية في الولايات المتحدة
الأمريكية ل.د .ريا قحطان الحمداني
كتاب الاتصال و الاعلام السياسي للدكتور سعد آل سعود
_كتاب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الصادر عن مركز الكاشف
للمتابعة و الدراسات الاستراتيجية
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
1_تمهيد:العالم بعد تفكك الاتحاد السوفياتي
لقد شهِد المشهد العالمي انعطافة كبرى خلال العشرية الاخيرة من القرن
الماضي اندثرت بعده الدول الاشتراكية و تلاشت قواها بعد تفكك الاتحاد
السوفياتي مما عزز حضور الولايات المتحدة في تلك المرحلة و بعـده بدأت
تستـولي تدريجـيا عـلى زمـام الامـور و انـفردت بالسيـطرة عـلى مجريات
الاحداث العالمية ككل و أصبحت القوة السيادية العظمى ..
ومنذ سنوات و مجريات الأحداث العالمية بدأت تعرف تسارعا و تطورا كبيرين
وبالموازاة معها لوحظ تحول كبير ضمن سياسات الولايات المتحدة بكل تياراتها
و بدأت تتحكم تدريجيا في زمام الامور على الساحة العالمية سواء على المستوى
السياسي أو الاقتصادي و أضحت تُوَجِّه أحداث العالم وفق أجندتها السياسية
بشكل مهيمن و مسيطر، و قد كان للملف العربي حيزا هاما من اهتمامات هذه
السياسات حيث عملت بجهد كي تهيمن هيمنة شاملة على المنطقة العربية بالشرق
الاوسط ..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
القسم الثاني: نظرة على طبيعة المشهد السياسي الأمريكي:
إن التوازن والاستقرار السياسي ضمن أجندة الدول تحدده معايير و أسس لا
يستقيم إلا بها و النظام السياسي بالولايات المـتحـدة الامريكية بـدوره لا يشذ
عن هذه القاعدة الذهبية..، فصنع القرار في المشهد السياسي الأمريكي في جميع
أبعاده يشكله بالدرجة الاولى السياسيون والـنخبة المسيطرة على المـواقع القيادية
الأمريكية كهيكل تنـظيمي يمـثل السلطة العلـيا للبلاد ، فهم أصحاب القرار الاول
و الاخير و الذين يؤثرون دائما في السياسات الخارجية و يتحكمون في زمام
الامور في حين أن الرأي العام و الذي يمثله بقية العامة من الشعب ليس الا
تابع في الرأي و يكون له تأثير على المدى البعيد أو مـن خـلال الانـتخابات
الرئاسية والتشريعية..،فهذه النخب السياسية المهيمنة على سير الاحداث تتحكم
في كل المعايير التي تمكنها من رسم الخريطة السياسية للعالم حسب تطلعاتها
و كذلك تقوم بتوجيه كل القوى الفاعلة الى النحو الذي تريـده وفق أهـدافها
و مخططاتها و قد كان العالم العربي دوما على رأس قائمة اهتماماتها و من من
كبرى أولوياتها..
و قد قد نهجت في ذلك طرقا كثيرة و ذكية و توظف لها آليات كبرى و مهمة
تغير من مجرى الأمور ككل ويعتبر الاعلام بلا شك على رأسها و يليه مراكز
البحوث و الدراسات الامريكية ثم جماعات الضغط السياسي و هذه كلها
و آليات أخرى تعد من أهم الأدوات و من أهم أسس العمل السياسي التي
يُصنع بها الحدث و القرار ..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
القسم الثالث_توظيف النخب السياسية لوسائل الاعلام في التأثير
على الرأي العام بتعطيل حواس الشعب و توجيهه الى قرار معين:
إن الولايات المتحدة الامريكية بسيطرتها على وسائل الاعلام القاري عبر
مؤسسات اعلامية عملاقة و ذلك بامتلاكها أقمارا صناعية مهمة و شبكات
اخبارية كبرى جعلها تتبوأ الصدارة في صناعة الاعلام وتملك قوة كبرى تكفل
لها التأثير باستمرار على الاحداث السياسية ككل،فهذا الاعلام عبارة عن
كيانات قوية و هائلة فإضافة الى كونه فاعل في توجيه الانتخابات الرئاسية
و التشريعية و كبح الزمام في الازمات الداخلية فله دور أيضا لا يقل عن
هذه الادوار جميعها إذ يعد من أكبر آليات النخب السيادية التي تصنع
الحدث و القرار و تغير موازين القوى و التحكم في مجريات الامور في
أجندة السياسـات الامريكـيـة حـيـث أثبـثت احصائيات بأن الشعـب
الأمريكي يحصل على80% من أخباره منه فقط و هذا الاعلام الذي
يقف وراءه عقول سياسية ذكية يقوم كل فترة بتعميم أفكار تطرفية
و خاطئة لتحقيق أهداف تفرضها مرحلة ما و يقدم تفسيرات للاحداث
بمنطق يخدم أغراضها الشيء الذي ينعكس على الرأي العام ككل ويصبح
المواطن الأمريكـي مشحـونا بأفـكار و مفاهيـم ضالة ، فـكون هذا الاخير
مداركه السياسية محدودة وبالتالي فهو يتأثر بدرجة كبيرة بالاعلام المضلل
لأنه بغير مرجعية سياسية قوية تجعـلـه يـتابع الاحداث و يفـهم و يحلل
المعطيات بشكل صحيح فيصـبح أداة مطواعة تسيرها كيفما شاء لها
أصحاب القرار السياسي..
و هذه المنظومة الاعلامية الهائلة تُموَّل بشكل كبير من الحكومة الامريكية
و الاحزاب السياسيـة و أيضا مـن الاسر ذوات النـفوذ ، و يـكـفـل هـذا
التحكم الاستراتيجي لهذه النخب في الاعلام السيطرة عـليه و تـوجيهه
حسب المصالح المتوخاة و التي تفرضها ضروف مرحلة معينة..
فهؤلاء القياديون يوجهون الرأي العام تارة بتوجيه الشعب الى فكرة معينة
وتارة باستمالتهم لقرار معين حيث يطوعون وعيه حسب إرادتهم و يعطلون
حواسه بتوجيهه الى تفكير نمطي ليس في قاموسه غير القبول،و هذا كان قد
بدأ منذ عهد قديم مع مطلع القرن العشرين حيث صرح (ليبمان) عـميد
الصحفيين الأمريكين في ذلك الوقت بأن ( الثورة في فن الديمقراطية يمكن
تطويعها لخدمة تصنيع الإجماع)بما معناه أن الرأي العام يصبح مجرد مشاهد
لا غير..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
القسم الرابع:الانحياز و التحيز الاعلامي أو سياسات ما وراء الحقيقة
و دورها كآلية داعمة و أساسية لللآلية الاعلامية
و عندما نتكلم عن الاعلام تلح علينا ظاهرة أخرى و تتعلق بالانحياز الاعلامي
و هي منهجية تتخذها كثير من الصحف و القنوات الاخبارية الامريكية الموجَّهة
من طرف القيادات بحيث تخالف مِـهَنية الصحافة الشريفة و تنحاز في نقل الخبر
الى نشر معطيات غير ذات أهمية وتتجاهل نشر الاخبار الكبرى خدمة لمصالح
النخب،ويكون لها أثر كبير في تحويل الرأي العام إلى فكرة معينة أو رأي معين..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
القسم الخامس:دور الاستخبارات السياسية كمكون في العملية السياسية
و في سبيل تهيئة المواطن الامريكي لقراراتها المفاجئة تلجأ النخب السياسية إلى نوع
من الاستخبارات السياسية لإضفاء الشرعية على قراراتها و ذلك بجس نبض رأي
العامة اتجاه السياسات المقترحة حيث تقوم بمراقبة مؤسسات استطلاع الرأي و التي
هي عبارة عن مؤسسات رأسمالية كبيرة لها إمكانيات وقدرات كبرى و يتجلى دورها
الكبير في استطلاع آراء العامة بخصوص هذه السياسات..
و نسوق هنا ما قام به الباحث الامريكي فرانك مونجر بخصوص هذا الشأن حيث
اكتشف أن هناك علاقة كبيرة بين نتائج استطلاع الرأي العام و بين القوانين التي
تسطَّر حديثا بنسبة 84% مما يثبث صلة الاتفاق المسبق بين السياسات العامة
الامريكية ونتائج استطلاعات الرأي الأمريكي مما يثبث أيضا أن هذه الآلية الأخيرة
عامل مهم في العملية السياسية الأمريكية..
و نسوق هنا شكلا من اشكال التزييف حيث قام في فترة من تاريخ مضى وزير
دفاع امريكي يسمى روبرت مكنمارا مع عدد من القياديين بتغيير الحقائق و تضليل
الرأي العام بمعلومات زائفة حول الحرب في الفيتنام و التفاصيل موجودة و موثقة
في كثير من المواقع الرسمية لمن يهمه الأمر..
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
القسم السادس:دور مراكز البحوث و الدراسات الامريكية في
صياغة المشهد السياسي الامريكي
إن مراكز البحوث و الدراسات بالولايات المتحدة الامريكية لها دور كبير في
بلورة الاحداث السياسية وصنع القرار السياسي في أجندة الادارة الامريكية،
و هذه القرارات يكون للجانب العربي حيز مهم منها و هي تنقسم الى ثلاثة
أقسام:
القسم الأول:
1-_مراكز البحوث و الدراسات التي تدعمها الادارة الأمريكية و النخبة السياسية_
حيث أُنشِئت سنة1900 و دورها معرفة كل شيء خارج الولايات الأمريكية
و رسم السياسة الحكومية على ضوء المعطيات..
وفيها فرع يختص بدراسات الشرق العربي يسمى فرع(المستعربون_Arabist_)
دورها الاول هو ترشيد السياسات الامريكية بخصوص الاحداث بالشرق
الاوسط حيث لعبت دورا هاما على مستوى الاحداث العربية و تغيير بعض
النتائج و حتى احداث انقلابات تخدم الاجندة الامريكية.. ، و يقوم بتمويلها
المؤسسات العسكرية الامريكية بنسبة حتى 96% حسب تقارير مسجلة..
و يشرف على تسييرها ثلة من النخبة من دبلوماسيين و وزراء و ورؤساء
سابقين وأيضا أعضاء من الكونغرس وخبراء سياسيين واقتصاديين وعسكريين
و عـدد من مدراء مؤسسات الاستطلاع السالف ذكرها .. و هؤلاء كلهم
يقومون بلقاءات اسبوعية للتشاور حيث يخرجون بقرارات يكون لها دور
بارز في الحركة السياسية الأمريكية..
و يبقى لها دور حيوي جـدا في التـأثير سواء عـلى الانتخابات الرئاسية أو
على انتخابات مجلس الشـيوخ و النـواب و أيضا على السياسات الخارجيـة
ويهمنا بهذا الخصوص الجانب العربي حيث تحاك حوله الكثير من التخطيطات
التي كان من شأنها دائما السير بعجلة أحداثه وفق مصالح الاجندة الامريكـية..
2-_مراكز البحوث و الدراسات المستقلة_
فهذه المراكز تعتبر تابعة للجامعات الأمريكية المتخصصة في الدراسات و اللغات
السامية مثل جامعة بنسلفانيا و هارفرد و ميشيغان كما أن بعض هذه المراكز
على صلة بوكالة الاستخبارات الأمريكية و مكتب التحقيق الفيدرالي،و يقوم على
تمويلها كثير من المؤسسات الامريكية الكبرى و دراساتهم البحثية موجهة بحيث
تخدم الأغراض السياسية الأمريكية و لعل أهمها مركز (مركز التفاهم الاسلامي
المسيحي لمؤسسه _جون إسبوزيتو)..
3-_مراكز البحوث التي تدعمها جماعات الضغط الصهيونية_
و تقوم هذه المراكز بدراسات وبحوث مهمة وبعد أن تثبت نجاعتها تسلمها لجماعات
الضغط الصهيونية التي تقدمها بدورها للكونغرس و لوسائل الإعلام و يكون لها
تأثير كبير في خريطة السياسة الأمريكية ككل، ولعل أهمها:
1_معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى:
و هو يضم أعضاء من الحزبين الجمهوري و الديموقراطي و أسسه (مارتن أنديك
سنة 1986م)
2_معهد الدراسات السياسية و الاستراتيجية المتقدمة:
و قد أسسه (ريتشارد بيول سنة 1996) و يهتم في دراساته على نفط غرب
افريقيا و يوجد مركز له بواشنطن و اخر بالقدس..
3_معهد البحث الاعلامي للشرق الاوسط:
و يختص هذا المعهد بالمرتبة الاولى على تشويه صورة العرب عند الرأي العام عن
طريق الاعلام..
و لا ننسى أيضا العملاء الصهاينة المندسين في الجامعات الأمريكية و يقومون بدور
رئيسي في رسم الأجندة الأمريكية
× × × × × × ×× × × × × × ×× × × × × × ×
القسم السابع:تغيير المدلول السياسي و دوره في التأثير على مصالح و أمن
الوطن العربي:
و كما ذكرت هناك عدة نُظم من هذه الآليات لها أهداف داخل الوطن العربي و أخرى
شبه متخصصة في سياسات الشرق الأوسط و أخرى في منطقة الخليج ، فعلى سبيل
المثال (معهد البحث الاعلامي للشرق الاوسط) من أهم اختصاصاته تشويه صورة
العرب لدى الرأي العام الأمريكي و هي ممارسات تضر بالدرجة الأولى المسلم
بالديار الغربية و تخلق له معوقات شتى تعيق اندماجه بشكل صحيح و أحيانا تخلق
له أشياء تعرض معها حياته للخطر و لعل الاسلاموفوبيا من أهم مظاهر تشويه
العرب لدى الغرب..
كما أن جماعات الضغط الاسرائيلي لها دور كبير في توجيه السياسة الأمريكية توجهات
تخدم مصالحها في المنطقة العربية عموما و في فلسطين خصوصا ( لقد قدمت دراسة
كبرى منفردة بهذا الشأن)..
فكل هذه الآليات هي التي تتحكم في المدلول السياسي الأمريكي و بالتالي تصنع احدى
المعايير الكبرى للسياسات الأمريكية في المنطقة العربية من جهة و التي تهدد أمنها
بشكل كبير و أيضا تهدد أمن المواطن المسلم و سلامته بالديار الغربية أشياء تنعكس
سلبا و بقوة على الكيان العربي ككل خصوصا أن الاحتراب العنصري للمواطن
العربي بالديار الأمريكية في تصاعد مستمر و نراه جليا في نمو ظاهر الاسلاموفوبيا
و أطماع دولة المؤسسات في المنطقة العربية لا تقف على حد..
حررت بقلم القيصر بتاريخ10-03-2021 و وثقت في __ بتاريخ25_07_2021
برابطة القيصر للمبدعين العرب للتوثيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق