رؤية في جانب من تأثير اللوبي الاسرائيلي على موازين قوى العالم بعنوان: كان لمصلحة إسرائيل في هجوم أمريكا على العراق دور كبير في غزوها
و إزاحة عدو يهدد كيانها و تمديد هيمنتها في الشرق الأوسط..
بقلم القيصر_03_06_2021
إن اللوبي الإسرائيلي بما له من سلطة قويـة في الكونغرس الأمريكي ذات أبعاد
كبرى على مستوى العالم وأغلب القرارات لا تخرج إلا إذا توافقت مع مـعايـيره
وسياسات أجندته و كمثال عن حجم التأثير فإن أغـلب المعونات الموجهة مـن
أمريكا للدول العربية تقوم جماعات الضغط الصهـيوني بتحديد حـجم قـدر هـذه
المساعدات عبر هيمنتها على قرارات الكونـغرس و هـذه المـساعـدات يـذهـب
أغلبها كعمولة لأنـظمة هـذه الدول التي تكون مـوالية للكـيان و لجـعلها حليـفا
أنيسا و الاستعانة بها في كثير من مصالحه..
كما أن خطر هذه الجماعات يصل لأكثر و أبعد من ذلك وبالرجوع إلى النكسة
العراقية فإن إسرائيل كانت لها مصلحة كبرى في غزو العراق الذي كان يهـدد
كيانها بشكل مباشر فاستغلت نفوذها الكـبير بالكونغرس الأمريـكي مـما جـعـل
85في المائة يصوتون على الهجوم عـلى العراق و انتـهت الحرب بنتيـجتـين
الأولى تخلص الكيان من العدو العراقي بواسطة الأمريكيين و عـلى المستوى
الاقتصادي فقد ساعد اليهود في تشييد أنبوب نفط ساهم بـنقص من اسـتهلاك
الكهرباء بنسبة 25 في المائة أما الأمريكيون فلم يحصدوا إلا الخـسارة عـلى
المستوى المادي و البشري بحصيـلة ثقـيلة فاقـت 300 مليار دولار و أرواح
بالآلاف..
و بالعودة إلى المشهد هناك في سنة 2002 سنرى في الصورة الكبرى إسرائيل
وقد بدأت تضغط بطرقها المعهودة على صناع القرار الأمريكي سواء عن طريق
العلاقات الدبلوماسية المباشرة أو عن طريق لوبياتها في الكونغرس و حتى عن
طريق أغنيائها الذين يربطون علاقات مهمة مع شخصيات قيادية كبرى تتـحكم
في الإرادة السياسية الأمريكية في كـل آلياتها و تياراتها.. ، حيث كانت لها رغـبة
ملحة في إزاحة صدام حسين و الكيان العراقي بأكمله..
و حتى نرى كل الأبعاد يجب توضيح بعض النقاط المهمة والأساسية فبالإضافة
إلى تطويع اسرائيل للارادة الأمريكية لمـشيـئتها سـواء كمـظلة سياسـية تخـفي
تحـتها كل سلوكـياتها و مـمارساتها المشـينة و اللامشروعة في مخـتلف بــقاع
العالم وبالخصوص بفلسطين أوتقوم بتوجيه صناع القرارالامريكي الى الضغط
علـى شتى المنظمات الدولية و أنظمة المجتمع الدولي المختلفة لصالح أهدافها
وتحقيق جملة من الأهداف ذات أبعاد كبرى ساعدتها على توسيع نفوذها داخل
الولايات المتحدة الأمريكية و أيضا في مناطق أخرى من العالم كما أن اللوبي
الاسرائيلي و الذي توجهه سياسيا إرادة اليمـين الاسرائيلي يؤسـس عـلاقـات
مهمة مع ما يسمى بالمحافظين الجـدد و التي تضم ضـمنها شريحة كبـرى من
أبرز الشخـصيات الأمريـكية مـن أساتذة جامعـيين و مـفكرين و رجال اقـتصاد
و رجال أعمال وجزء منها له علاقات وطيدة أيضا مع الليكود الاسرائيلي كـما
تملك هذه النخبة هيمنة كبيرة عـلى الكونغرس تفـوق هيمنـة اليمين المـسـيحي
و توجه هذه الهيمنة لتحقيق أهداف اسرائيل حليفـها الأول... و أيـضا تـوحـدت
أهدافهم نحو هدف مشترك كون المحافظين الجدد كانوا من المناضلين لإزاحة
نظام صدام أو اسقاطه وبالموازاة مع الأحداث آنذاك كانـت الادارة الأمـريكية
في 2002 أثناء التجديد النصفي للكونغرس الأمـريـكي مصـلحة مهـمة عــبر
رؤية طـموحة لـتوحيد اتجاهاتها وتوطـيد تحالفاتها مع اللوبي الصهيوني من
خلال التيار اليميني المحافظ بالحزب الجمهوري،كلها أسباب عززت الأسباب
والدوافع و ووحدت الأهداف و المصالح وساهـمت بشكل كبير في دعم القرار
الأمريكي بالانحياز إلى أهداف إسرائيل وتحقيق غايتها بغزو العراق وإزاحة
عدو كان من أكبر كوابيسها..
فقد كان للأمريكيين والاسرائليين أهداف مشتركة لغزو العراق و لكن إسرائيل
كانت خططها أكبر و أوسع لتمديد نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط و بسط نوع
من الهيمنة و هذا لا يتأتى إلا بإزالة الكيانات الدولية القوية بالمنطقة و التي
كانت تتمثل بشكل كبير في الرئيس العراقي..
فقد كان صدام حسين آنذاك يقف سدا منيعا ضد الأطماع الإسرائيلية الكبيرة
في المنطـقة الشـرق أوسطـية و مـن أهمها مـنابع النـفط كـهـدف كـبـير أول
و تغيير المشهد السياسي بالمنطقة كهدف كبير ثانٍ بما أطلق عـلـيـه آنــذاك
" إدخال الديـموقراطية إلى الشرق الأوسـط " إضــافة إلى مـصالح أخـرى
ستحقق للكـيان الإسرائي أو بالأحرى حقـقت أرباحا سياسيـة و اقــتـصادية
مهمة..