رؤية في جانب من السلوك السياسي الخارجي للدول بعنوان:
التضحية ببعض الأهداف خلال الأزمات السياسية استراتيجية ذكية
للحد من تفاقمها واحتوائها و تحقيق أهداف أكبر تدعم لمؤسسة
الدولة مصالحها القومية..
بقلم القيصر_03_06_2021
إن إدارة الأزمات الدولية يصنف من العلوم الانسانية التي تحظى باهتمام
كبار العقول من علماء سياسيين و باحثين و يعود التأصيل التاريخي له
إلى القرن الماضي و بالضبط إلى سنة 1962م و قد عرّفها (كورال بيل)
بأنها "المجال الزمني التي تظهر فيهه نزاعات ترتفع إلى الحد الذي تهدد
فيه بتغيير طبيعة العلاقات القائمة " كما يعرف (وبستر) الأزمة الدولية
"بأنها نقطة تحول يحدث فيها تغير نحو الأسوء أو الأفضل"..
فهي صيرورة صدام بين دولتين أو أكثر على أهداف و مصالح تكون
موضوع النزاع فيلجئون إلى التفاوض وإيجاد تسوية ترضي كل الأطراف
الشيء الذي يُدخل الأزمة إلى مرحلة المساومة و عند فشل هذه المساومة
تدخل الأزمة إلى مرحلة تصعيد قد ينذر بسحب حرب وشيكة..
فهذه المساومة بين الدول المتنازعة تكون حول أهداف معينة وهنا يأتي
دور القرار السياسي السليم الذي يرتكز على معايير عقلانية و يُصاغ
بمنهجية دقيقة و أسس علمية وعملية سديدة بحيث يلجأ خبراء(جهاز
اتخاد القرارات الخارجية) خلال الأزمة إلى دراسة كل المعطيات والبدائل
المطروحة بسرعة و دقة كبيرين و الخروج بقرار سليم و من أهم هذه
البدائل التضحية بأهداف و التخلي عن مصالح لتحقيق أهداف أكبر
وهي استراتيجية ذكية تحد من تفاقم الأزمة وبالتالي احتواؤها وكسب
الطرف الآخر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق