رؤية في الآليات الكبرى المؤثرة في صياغة السياسات الدولية بعنوان:
الاستتراتيجية و التكتيك ( _the strategy) آليتان جوهريتان في سياسات الدول و أي خلل فيهما يمنعها من
الوصول إلى توازن استراتيجي يتعذر معه تحقيق أهدافها المنشودة..
بقلم_القيصر_12_05_2025
إن العلاقات التي تُسَيِّر العملية السياسية لدولة مـا تَسِير وفـق معايير دقـيقـة جدا مرتبطة
بمعطيات عديدة و متنوعة منها ما هو اقتصادي و ديمقراطي و إيديولوجي و التي تُعتمد
كآليات كبرى للحفاظ على توازن القوى بينها وبين الدول الأخرى وأيضا لتحقيق توازنها
الاستراتيجي الذي يتيح لها الاستفادة من كل الفرص المتاحة على أرضيتها الدبلوماسـية
وإزالة كل العوائق والأعباء،فهذه العلاقات جميعها تؤطرها بشكل عام سلوكيات سياسيـة
معينة تتخذ شكل ممارسات و خطط ممنهجة تتيح لها تنظيم كل الفعاليات للـحصول عـلى
نتائج مرضية تحقق لها أهدافها المنشودة وتعتمد على منهجية تتخذ بعدين أساسيين يعتبران
فاعلان جوهريان في تحقيق التوازن المنشود و نجد على رأسها (الإستراتجيةthe
strategy) كآلية أولى أساسية لصياغة المشهد السياسي لدولة على المدى البعيد
( Long-term) و هي جملة من المناهج السياسية المنبثقة عن نظريات مجـربة
و التي تُعتمد أساليبها من قِبل الدولة باستعمال مواردها المتـاحة كخطـط من أجـل
الوصول إلى أهداف كبرى و مصالح اسـتراتيجـية اقتصاديـة أو أمنية أو عسكرية
ضمن سياساتها الخارجية حتى تستطيع توطيد العلاقات الداعمة لمصالحها القومية
و يتمثل البعد الثاني من المنهجية في (التكتيك) كآلية ثانية يقوم بدور أساسي جدا يتمثل في
تطبيق مفاهيم هذه الإستراتيجة عبر الفعل الدولي(action) و يعتمد في ذلك على أساليب
فعلية و ليست نظرية لتحقيق الهدف المنشود من الاستراتيجية ، و يبقى الاختلاف بيـنهما
جوهريا يتمثل في الاختلاف الزمني كون الاستراتيجية منهجية بعيدة المدى تُوظف للمدى
الطويل و التكتيك منهجية للمدى القصير لكنهما لا ينفصلان عن بعضهما و يـخدمان نفس
المصلحة إلا أن الاستراتيجية تبقى نظرية و التكتيك تطبيقي و نفعي..
فعند وضع الأهداف و الترتيبات ضمن خطة سياسية معينة نكون قد وضعنا منهجية نظرية
نعتمدها كاستراتيجية رئيسية على المدى البعيد و يـتم تفعيلها على أرض الواقع بتكتيـكات
قصيرة المدى مدروسة جيدا بحيث تخرج الاستراتيجية الى الوضع الفعلي الملموس ، هذا
وكل استراتيجية سواء اقتصادية أو عسكرية أو أخرى تسير دائما بهاتين الآليتين الكبيرتين
اللتان تصنعان أهم معاييرها و قوانينها و حتى تحقق العملية النـجاح على ساحـة الأحـداث
بشكل كبير يجب أولا أن تكون قائمة على نظرة استشرافية للأحداث حكيمة و متـجددة
وشديدة العمق أيضا و تضع في حساباتها عدة رؤى و سيناريوهات لتنفيذ الخطة السياسية
بسلاسة و نجاح مع الوضع في الاعتبار وضع تكتيكات صحـيحة و دقيـقـة حتى يتـحقـق الهدف
المنشـود منها و إذا كانت هذه الاستراتيجية مـمـنهجة بطريقة صحيـحة و نُفـذت بتكـتيـكات
غير صحـيحة فلن تحقق المصالح المتوخاة منها و العملية السياسية ستتقـوض من أساسها
وتفقد معها الدولة عدة خيارات كانت مطروحة مما يجلب خسائر كبرى على ميزانية الدولة
و أيضا خسارتها لأهداف ومصالح مهمة..
القيصر_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق