دراسة في جيوبوليتيكا (Geopolitics) النزاعات الدولية بعنوان:
جيوبوليتيك صراع القوى السياسية على السلطة حول الأرض من المنظور الوضعي الويستفالي و من المنظور ما بعد الوضعي و أثرها في صياغة التوجهات الخارجية للدول..
بقلم_يوسف القيصر_12_05_2021
لقد كان للسياسة منذ القديم دور فاعل و هام جدا في مسيرة الأمم و عرفت تطورا كبيرا مَرّ عبر عدة مراحل تاريخية مهمة من حياة و تاريخ الشعوب،و في العصر الحديث تطورت النظريات السياسية و أصبحت علما قائما بذاته يضم علوما شتى فتنوعت مدارسها و تعددت نظرياتها بشكل كبير، و نظرا أيضا للتطور العلمي و المعرفي في حقل العلاقات الدولية برزت على السطح علوم أخرى تبحث في التوجهات الخارجية للدول يقوم ضمنها باحثون في البحث حول القوانين التي تُصيغ معاييرا و مفاهيما نظرية وتطبيقية جديدة للأوضاع ضمن هذه العلاقات و سنتطرق هنا إلى دراسة لإحدى مقاربات السياسات الدولية و نتكلم بهذا الصدد عن تأثير البعد الجغرافي على المجال السياسي و الذي يسمى بعلم (الجيوبوليتيكا Geopolitics) و هو فرع مهم من العلوم السياسية و الذي يلعب دورا كبيرا في تغيير الأبعاد الجغرافية للدول..
فالسياسات بين الدول تخضع دائما لدينامية تصنعها عدة معايير حيث حددها (هانز مورغنثاو(Hans Morgenthau) و هو باحث في العلاقات الدولية في كتاب له معنون تحت اسم السياسة بين الأمم ( (Among Nations Politics 1948 وأخبرنا فيه بأن كل دولة لها مجموعة من الامكانيات خلاف الامكانيات العسكرية مثل العوامل الايدولوجية و الاقتصادية و الديموغرافية التي تساهم في رسم المشهد العام لسياساتها الخارجية مع الدول..
و يأتي علم الجيوبوليتيك كآلية لرصد جانب التغيرات الجيوسياسية وأثرها في تغيير موازين القوى حيث أخذ هذا العلم حيزا هاما في الدراسات السياسية بشكل كبير كما كان له دور فعال في إبراز مظاهر السلوك السياسي ضمن علاقة الدول حين تتشابك المصالح حول مجال حيوي ذو قيمة سياسية داخل إطار جغرافي معين و هو في تعريفه العام انطلاقا من كلمة ( جيوبوليتيكا Geopolitics) يعني (علم سياسة الأرض) فهي تتكون من شقين Geo وهي الجغرافيا و Politic و هي السياسة فتعطينا الكلمتين المعنى الذي ذكرت و الذي يتمحور حول تأثير الأرض على السياسة ضمن العلاقات الدولية،و نظرا لتعدد الاتجاهات الفكرية و المدارس النظرية فقد اتخذ هذا التعريف عدة صيغ اتفقت كلها في معناها العام حول الأرض و تباينت في بعض معاييرها و هذا سيقودنا إلى تعريف الجيوبوليتيكا من منظور وجهة نظر عدة مدارس نظرية :
رودولف كيلين، كارل هاوسهوفر و بيار كلاوس يُرَكِّزُون على الدولة كفاعل وحيد الذي يمتلك القوة المتمثلة في الجغرافيا فقط
منقول
1_يأتي على رأس القائمة (رودولف كيلين - (Rudolf Kjellen و هو أول باحث استخدم مصطلح الجيوبوليتيك في كتابه "الدولة مظهر من مظاهر الحياة" و ذلك عام 1905 م حيث أكد في كتابه على أن صانع القرار السياسي يستطيع أن يجعل من الأرض كموقع جغرافي حيوي تحركها الدولة كآلية قوة في التعبير عن مواقفها السياسية و قال بهذا الصدد بما معناه :"دراسة البيئة الطبيعية للدولة، وأنَّ أهم ما تُعنى به الدولة هو القوة، كما أنَّ حياة الدول تعتمد على التربّية والثَّقافة والاقتصاد، والحكم وقوّة السلطان".
2_و عرّفه (بيار ماري كلاوس - Piene Marie Gallois) على أن الجيوبوليتيكا هي "دراسة العلاقات الموجودة بين تسيير أو قيادة القوة على المستوى العالمي والإطار الجغرافي الذي تمارس فيه".
3_في حين عرفه ثالث و يدعى (بارتس شابمن - Bert Chapman) بأنه "العلم الذّي يعكس الواقع الدولي ومجموعة القوى العالمية المنبثقة عن تفاعل الجغرافيا من جهة، والتكنولوجيا والتنمية الاقتصادية من جهة أخرى، وتتسم بالطابع الديناميكي لا الثابت".
4_أما ( كارل هاوسهوفر - Karle Hawshofer) فقد خرج بتعريف رابع و قال بهذا الصّدد بأنَّه: "العلم القومي الجديد للدولة،و هي عقيدة تقوم على حتمية المجال الحيّوي بالنسبة لكل العمليات السياسية".
5_و يأتي( أما إف لاكوست - Yves Lacoste ) و يقول في تعريف الجيوبوليتيكا بأنه"دراسة لمختلف أشكال صراع السلطة على الأرض، والقدرة تقاس بالموارد التي يحتويها الإقليم وبالقدرة على التخطيط خارج الإقليم“.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق