دراسة في منظومة الاعلام الغاشم بعنوان:
الاعلام اليوم بآلياته الكبرى فاعل قوي في التضليل الغاشم بيد أشخاص فقدوا القيم والضمير الانساني..
بقلم القيصر__ 22-03-2021
منذ عقود كان للاعلام دورا جوهريا في معظم الاحداث سواء على المستوى الوطني أو الدولي ،وكان يتسم بشيء من النبل و النزاهة في نقل الخبر و طرح الحدث،وفي المرحلة الراهنة عندما دخل العالم إلى نُظم الحداثة الجديدة و العولمة القارية ازداد دوره بشكل كبير وخطير مما جعل له سلطة كبرى تهاوت أمامها أغلب السلطات الأخرى و أصبح يأثر في النُّظم كافة و يتحكم بموجبها
في سير الاحداث و تحديد معاييرها ، فلم يعد يقتصر دوره على تقديم الخبر و تحليله بمصداقية بل أصبح أيضا يزيف الخبر و يحلله بلا مصـداقية أشياء جعلته وحـشا مخـيفا لا يعـرف الرحمـة ، وكصـيرورة طبيعية لهذا المظهر الجديد الذي أصبح عليه بدأ أشخاص يتصفون بمنتهى النذالة يوظفونه بشكل كبير في رسم الخريطة السياسية و التأثير في الموازين الاقتصادية بمعايير خاطئة يفتقد فيها أبسط معاني الصدق و الشرف ..
وكل يوم نسمع عن ضحايا الاعلام الغاشم و عن أباطرته الذين ملكوا ذمم أصحـاب القلم من صحافيين واعلاميين فاقدي الضمير فأبدعوا في فبركة الخبر و زينوه بأكاذيب براقة مرتكزين على شائعة ما بحيث يعمل ميكانيك الشائعة على بلورتها حتى تتخذ حلة خبر حقيقي ،فرسموا بها الخيبة والألم على أناس شرفاء و دمروا حياة آخرين لا ذنب لهم سوى أنهم وقفوا وقفة حق أو أصحاب موقف نبيل..
و في سياق آخر فمعظم آليات الصحافة و القنوات الاذاعية و التلفزية على حـد سواء يتحكم فيها أشخاص معظمهم غير شرفاء قد باعوا ذممهم للشيطان و فُـقدت فيهم كـل القيم النبيلة، تخـلوا عن إخلاصهم لمهنتهم و فقدوا أيضا ضميرهم الانساني فأصبحنا نرى كم عاث الاعلام في الأرض فسادا حيث وظفه الذين ظلموا أنفسهم لمآرب شتى فـأحـيانا لتحقيق مدخـول مـادي و أخـرى لخدمـة مصالح سياسية أو طائفية كما استعمله اخرون للنيل من أعدائهم و تشويه سمعتهم و تدمير حتى حياتهم..
و للأسف الشديد نجد ظاهرة أخرى عززت من تقوية شوكة الاعلام المضلل و يتعلق الامر بالمستهلك و هو المواطن بالدرجة الاولى سواء كان قارئا للخبر في الصحف أو متفرجا عليه على الشاشة بحيث باتت شريحة عظمى من هؤلاء تبحث بشدة عن الخبر الذي يتمحور حول الشائعات القذرة و فضائح الشرف أشياء تنم عن هشاشة مجتمعات نزلت الى الحضيض..
و هؤلاء الاشخاص هم الدعامة الكبرى لأصحاب الاعلام المدمر يقرؤون الخبر بغباء و جهل و أيضا بانعدام ظمير دون التحقق منه بل هم أنفسهم يعملون على ترويجه على أكبر نطاق..
لقد تخطى هؤلاء الطغاة الاعلاميون جميع الاعراف ضاربين بعرض الحائط كل القيم النبيلة النابعة من الظمير الحي و جعلوا من المنبر الاعلامي الشريف منبرا قذرا يبعث الخوف و الرعب في النفوس، و في ظل تطور آلياته ازدادت خطورته سواء على المستوى الوطني أو الدولي و يزداد الامر سوءا عندما أصبح أداة طيعة عند أولي النفوذ الواسع و الذين يستغلون نفوذهم السياسي و مواردهم المادية الهائلة في التنكيل بأعدائهم دون أن ترمش لهم عين،و رأينا كم أصبـح يـقلب الأحداث على المستوى القاري بشكل سريع و عجيب و بدأنا نسمع كل يوم عن دبابير الاعلام التي تعقد صفقات اعلامية يندى لها الضمير الانساني فملؤوا أعمدة صحـفهم بالخبر الضخم المليء بالـزيف والأكاذيب أشياء نزلت بمهنة الاعلام النبيل الى أسفل الدرك من الدنس و النذالة..
بقلم يوسف بلغازي القيصر__ 22-03-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق