الثلاثاء، 23 مارس 2021


 ✍️دراسة في الاستراتيجية الامريكية بالشرق الاوسط بعنوان:

حقيقة مساعي الولايات المتحدة في تغيير البنية الأساسية إلى الشرق الأوسط الكبير وراءه أطماع كبرى لطمس العروبة بشكل جذري وإدماج اسرائيل في بنية النسيج العربي والهيمنة على المنطقة العربية ككل..️✍️

بقلم يوسف القيصر_10-02-2021


تمهيد_مقدمة تاريخية

إن المنطقة العربية منذ عقود و هي تشغل حيزا هاما في الفكر السياسي الأمريكي المعاصر لما لها من مكانة استراتيجية و جيوسياسية مهمة ناهيك عن مواردها الهائلة وثروتها النفطية التي لا تنضب،و هذه كلها أشياء عكست استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية الدائمة للهيمنة على المنطقة بشكل متواصل ممنهج و دؤوب..فالشرق الأوسط و المنطقة العربية عموما و منذ تاريخ طويل كانا دائما ضمن الاستراتيجيات الغربية المتصارعة و بعد زوال الاستعمارين الفرنسي و البريطاني بسطت دولة العم سام يدها على المنطقة بشكل مفاجئ و سريع و تمثَّل في الإطاحة بنظام مصدق في إيران وتولية الشاه ثم جاء الرئيس الاميركي إيزنهاور بمبدأ سياسة ملئ الفراغ كي تحل بموجبه الولايات المتحدة محل الاستعمارين البريطاني والفرنسي و بعدها أصبح لهذا التدخل صبغة أخرى و تحول إلى استخدام قواتها العسكرية داخل الحدود العربية متخذة الأوضاع في لبنان و الأردن كذريعة وحافز،ثم تلته تدخلات أخرى لا يأتي المجال لذكرها حتى هيمنت على المنطقة بشكل واسع و كبير..

الدراسة_

إن قراءة الأحداث في الوقت الراهن بالمنطقة العربية بما فيها من تحركات ومتغيرات تُظهر لنا أن المخططات في هذه المنطقة الساخنة تسير حثيثا حيثما أراد لها الراعي الامريكي منذ اطلاق مشروع الشرق الاوسط الكبير سنة 2004، كما أن ملامح  الأجندة الامريكية وتوجهاتها بخصوص الملفات الشرق أوسطية أصبحت مكشوفة و واضحة وضوح الشمس في كبد السماء،ومن جهة أخرى فقد أكد نشطاء استراتيجيون وخبراء  من الذين اطلعوا على صفقة القرن قد أكدوا فعلا أنه يتم حاليا تنفيذ هذه المخططات كما انه منذ ذلك الحين وأجندة الولايات المتحدة الامريكية تضع في سياساتها الملف العربي في أهم مهامها كأولوية ملحة و قصوى نظرا لأن أهميتها في الأمن القومي الأمريكي ازدادت كثيرا عن السابق في ضل التحولات الجديدة والتغيرات السياسية التي طرأت على مستوى العالم..

و سأذكر لكم نبذة تاريخية هي جذور لما يحصل اليوم و سأعود بحضراتكم إلى تاريخ مضى ب40 سنة إلى الوراء و بالظبط الى سنة 1980ونتذكر ما قاله المستشرق والمؤرخ (برنارد لويس) وهو عنصري بغيض من أصل يهودي يكره المسلمين بشدة قال بأن العرب و المسلمين فاسدين و فوضويين و يجب استعمارهم و تقسيمهم وطمس كل معتقداتهم الدينية،وخرج آنذاك بنظرية استعمارية عنصرية بحثة حيث قال بأن الاستعمار هو نعمة للدول العربية لتخليصها من الجهل و التخلف اللذان زرعهما فيها الاسلام حيث وضع آنذاك أول مخطط مدعم بالخرائط لتقسيم الدول العربية و تمزيقها..

فما قاله الصهيوني لويس هو حقيقة ما نراه اليوم و ليس سرابا فهو امتداد لهذا الكره الأعمى من طرف الصهاينة و حلفائهم الغربيين وأن ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في تاريخ مضى بما وصفته تحويل المنطقة العربية نحو نموذج للديمقراطية حتى تنفتح على العالم بمزيد من الرقي و الازدهار ما هو الا مؤامرة قد صدقها الابرياء فقط و أن هذه استراتيجية أمبريالية  لا زالت سارية بدون توقف منذ ذلك الحين لتغيير معالم العالم الاسلامي  وطمس الهوية العربية..

فمنطقة الشرق الاوسط منذ زمن و هي تحتل حيزا هاما من اهتمام السياسات الأمريكية كمنطقة استراتيجية و تنبع أهميتها كموقع هام لبناء أكبر عدد من القواعد العسكرية لإثبات التفوق العسكري الامريكي و أيضا لتواجد المنطقة في تقاطع خطوط ملاحية دولية و توفرها على احتياطي كبـير من النفط و كلها دوافع و أخرى تبين الأسباب الكبرى وراء مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي حِيكت تفاصيله في الحفلات الامبريالية الصهيونية و هو يعتبر نسخة متقدمة من ( سايكس بيكو 1 ) الذي نُفذ في 1916وتتضح الحقيقة جلية مما نراه اليوم و نلمسه من تغييرات جذرية ومتسارعة في المنطقة العربية على ضوء الممارسات التي تنهجها السياسة الأمريكية حاليا،و على ضوء المعطيات الجديدة نرى منذ فترة تزايد ملفت للنظر للاهتمامات التي تبديها السياسة الامريكية بمنطقتنا العربية مقاصدٌ تُظهر وراءها أسبابا ظاهرها خلاف باطنها بحيث تكرر أسطوانتها الشهيرة وتتكلم عن أهمية الاصلاح السياسي والاقتصادي بالمنطقة وعن مبادراتها النبيلة في إرساء أسس المبادئ الغربية و نشر قيم المحبة و السلام و حقوق الانسان النابعة من الديموقراطية و العدالة النبيلة و كلها شعارات فارغة و مزيفة حتى يستتب لها الوضع ثم تعمل على تغيير البنية جذريا و كليا و تحويل المنطقة الى الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذي خططت له منذ ذلك الحين بشكل يلبي مصالحها و خياراتها السياسية ،فهي تسعى دائما لعَلمنة العالم العربي و دَمَقرطة نُظمه و صبغها بمعايير تلائم مخططاتهم الاستعمارية الكبرى..

إن هذا المخطط الاستعماري الكبير الذي وضعته إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش سنة 2004 و وُضع فيه الشرق الاوسط كهدف رئيسي يعتبر أكبر مشروع قامت به الولايات المتحدة على الاطلاق و هي تعتبر نجاحه كجزء هام من تحقيق ما يسمى بالقرن الامريكي،فهي خطة أمبريالية خبيثة تحمل لنا أكبر مؤامرة حاكتها العقول السياسية الامريكية و الصهيونية حول العالم الاسلامي كمخطط عملاق لإخضاع العرب بالشرق الاوسط والمسلمين الاسيويين وبقية الدول الاسلامية المجاورة الى سيطرة الامبراطورية الامريكية الغاشمة و طمس معالم العروبة و الدين الاسلامي الحنيف..

و هذا المخطط كان واضحا منذ البدايات الاولى و لا ننسى ما ذكره سنة 2006 "رالف بيترز" و هو كولونيل متقاعد من الأكاديمية الحربية الوطنية الأمريكية حيث قام بنشر مقالة طويلة بعنوان _حدود الدم_ من كتابه (لا تترك القتال ابدا) وتكلم فيه عن الصراعات في الشرق الاوسط وعن شرق أوسط أمريكي جديد و كبير ،ولمن يهمه الامر الاطلاع على المقالة في النت..

و برجوعنا الى أبعاد هذه المؤامرة الكبرى فهي امتداد لما حصل في العراق و ما حصل في أفغانستان و العراق ما حصل أيضا من ممارسات و ظغوطات على بعض الدول العربية منذ فترة  لتغيير سياساتها بخصوص الاعلام و التعليم و مختلف البُنى التحتية حتى تصبح شبيهة تماما بايدولوجية أمريكا الأمبريالية ،و سأبسط لكم بعض الحيثيات الهامة في دراستنا وهي بخصوص بعض المفاهيم الجغرافية ، أولا فالشرق الاوسط بحدوده الجغرافية الحالية يمتد من ليبيا غربا الى إيران شرقا و من سوريا شمالا الى اليمن جنوبا هذا حسب تعريف وكالة الطاقة الذرية الدولية الذي قدمته لنا سنة 1989 في حين ذهب اخرون قالوا بانه يضم كل الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية ..

أما الشرق الاوسط الكبير و الذي وُضع في أولويات أجندة السياسة الامريكية فهو منطقة جغرافية كبرى ستضم كلا من الشرق الاوسط و (الشرق الأدنى)* إضافة إلى دول شمال افريقيا و إسرائيل ،وعندما نجد ان الخطة وضعت اسرائيل في هذه الهيكلة الجديدة فلن يتبقى لنا أدنى شك عن الاغراض الدنيئة لهذا المخطط الاستعماري الخبيث..

فأهداف هذا المخطط الامريكي ذو النكهة الصهيونية واضحة وضوح الشمس منها الأهداف الأولى التي ذكرت إضافة إلى هدفين كبيرين و خطيرين هما مربط الفرس، فالاول رغبتهم في خلط العرب و دمجهم مع قوميات كثيرة حتى تطمس عروبتهم نهائيا كجزء من سلخ الصفات القومية و الهوية العربية،والثاني ونأتي هنا الى سبب جوهري في هذا المشروع والمخطَّط له بدقة و هو إدماج اسرائيل ضمن الحدود الجغرافية للشرق الاوسط لكي تصبح جزءا لايتجزأ من هذا الكيان العربي..


المرجع الاساسي_كتاب مشروع الشرق الأوسط الكبير و السياسة الخارجية الامريكية لرايق سليم بريزات

رسالة الماجستير لمؤيد حمزة عباس بعنوان الاستراتيجية الامريكية في منطقةىالشرق الاوسط بعد 11أيلول 2001

مقالة_حدود الدم لكولونيل متقاعد من الأكاديمية الحربية الامريكية

مقالات متفرقة من النت

حررها القيصر بتاريخ 11-10-2020 ووثقت بتاريخ_ _برابطة القيصر للمبدعين العرب للنشر و التوثيق

هوامش

*الشرق الأدنى : (يعود تاريخ استخدام المصطلح للقرن التاسع عشر و سمي بالأدنى كتحديد جغرافي لدول الشرق الاقرب الى شرق أوروبا حيث يليه الشرق الاوسط ثم الشرق الأقصى و الشرق الادنى في حدوده الجغرافية يضم مصر العراق تركيا سوريا الاردن سوريافلسطين و لبنان)


 🎓🎓🎓🎓دراسة في العالم الحداثي الجديد تحت سيطرة قيادات العالم العظمى بعنوان:

العالم اليوم في ضل هيمنة الأنظمة الكبرى بين غياب الضمير الانساني و أزمة الانحلال الأخلاقي و إرساء العولمة كنظام عالمي موحد..🎓🎓🎓🎓

 بقلم_يوسف القيصر_28-02-2021


إن العالم اليوم بقاراته الخمس قد وقع في مأزق حضاري كبير اختل معه توازن القوى بشكل كامل و غير متكافئ خصوصا بين الغرب و الشرق حيث أفرزت هذه المعادلة الصعبة متغيرات و فروقا ضخمة كان لها الأثر الكبير على المشهد الثقافي والاجتماعي و الاقتصادي والسياسي ككل،ففي هذه المرحلة التاريخية الحاسمة و التي يشهد فيها المجتمع الانساني انعطافة كبرى دخل على إثرها إلى دائرة النظام العالمي الجديد أو بما أصبح يسمى بالعالم الحداثي الغربي و الذي جرفه بقوة داخل تياراته الأمبريالية بكل أنساقها ونُظمها،أنظمة تسيطر عليها أقطاب الاقتصاد العالمي الـمُعَوْلم بسياستهم ذات الفكر الليبيرالي الحداثي والقيم الرأسمالية الجشعة التي يغيب عنها جوهر الاخلاق والضمير الانساني النبيل وهذه القوى القيادية الكبرى ما تنفك تمسك زمامه بأصابع من حديد وتفرض عليه سيطرتها المطلقة و الكاملة ..


فهذه القوى الطاغية إن صح التعبير أصبحت سياساتها الوحيدة في هذه المرحلة هو ضرب التجارب الوطنية و الاقتصادية للدول النامية و استنزاف كل طاقاتها الحيوية باستمرار مستخدمة في ذلك آليات كبرى من تكنلوجيا و أنظمة الحداثة المتطورة بحيث تغيَّرَ ذلك المفهوم القديم بخصوص أن العالم أصبح قرية صغيرة لتعارف الشعوب بل تحول في ضل الرأسمالية الحداثية إلى قرية كبرى لترويج سلع الامبراطوريات الامبريالية وسحق اقتصاديات شعوب العالم الثالث و سلب خيراتها و مواردها ..و عمدت لذلك إلى إرساء عدة نُظم عملاقة من شأنها تغيير بنية المنظومة العالمية ككل بحيث تسعى إلى  تغيير جذري في أنظمة الاوطان وهيكلة مجتمعاتها من جديد ونخص بالذكر هنا المجتمعات العربية والاسلامية وسيشمل التغيير ثلاث بنيات جوهرية هي أساس كل مجتمع  تحاول خلاله الامبراطوريات الغربية أن تهدم أنظمتهم التشريعية و الاجتماعية والاقتصادية وتعويضها على التوالي بالديموقراطية و الليبريالية و الرأسمالية حتى تصبح نسخة طبق الأصل منها..


فهذه الأطماع الغربية اللامتناهية تزداد كل يوم طمعا و جشعا ولعلنا نرى كيف مهَّد أباطرة العولمة لهذه الخطة الشيطانية بصبر و أناة و رأينا كيف أن المجتعات اليوم في المشهد العالمي الجديد أصبحت مختلفة بشكل كبير جدا عن تلك التي كنا نعرفها بالأمس و التي تميزت ببساطتها وسذاجتها ،فقد شهدت الكرة الارضية في هذه المرحلة بالذات متغيرات شتى غيرت خريطة الشعوب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كليا،حيث عملت على تفكيك إيدولوجيتها بالتدريج وحولتها إلى إيدولوجية الحداثة وعصر الانترنت الرهيب وألبستها حلة عصرٍ يهيمن عليه نظامَي العولمة و التكنلوجيا بالدرجة الأولى،و هاذين النظامين بدورهما تسيطر عليهما عقول لأنظمة قيادية كبرى تمسك كل أطراف العالم بأصابعها و تسيرها كألعاب الدمى..


و هذا بلا شك صيرورة لاتساع رقعة العولمة الحداثية بحيث لم يعد أي بلد على وجه البسيطة بمنأى عن موجة الحداثة و التطور التكنلوجي الرهيب أشياء كان لها حسنات في باديء الأمر إلا أنه سرعان ما تبين أن هناك ثغرة كبيرة و خلل أكبر في هذه المعادلة القارية،فنتيجة لسيطرة أنظمة قيادية عظمى على نظام العولمة ككل بأسواقه الحيوية وسيطرتهم على سوق التكنلوجيا العالمي الذي يعد من أهم التجارات العالمية حيث أصبحت محتكرة له بحكم تفوقها العلمي و كونها الرائدة فيه منذ زمن طويل أشياء جعلتها تفرض سلعها بشروطها وقوانينها دون اعتبار للفروق الشاسعة بينها وبين الدول الصغرى التي أصبحت ترزح تحت عبء تجارة تستنزف الكثير من مواردها الهامة شيء غير من هيكلة البنية الاقتصادية بشكل جذري و أثّر على مجريات الاقتصاد العالمي أسباب كلها أدت إلى حدوث هوة عميقة زادت اتساعا بشكل كبير بين مختلف المعسكرات عن العمق الأول الذي كانت عليه قبل الحداثة..


و كل هذه التداعيات جاءت نتيجة أولى لانعدام عنصر هام في هذه المعادلة كلها ألا وهو الضمير الانساني بالدرجة الأولى و غياب عامل الاخلاق بالدرجة الثانية ،عاملان بلا شك هما أساس كل منظومة سليمة ، فعندما حذفوا هذين العاملين الجوهريين من هذه المعادلة الكبرى حدث خلل كبير فيها أدى ثمنه الباهظ الطرف الأضعف في هذه المعادلة غير المتكافئة و الذي يتمثل هنا في الدول النامية التي أصبحت لقمة سهلة في فم وحوش الرأسمالية الحداثية..


حررت بقلم\يوسف القيصر بتاريخ_28-02-2021و وثقت بتاريخ 03-03-2021 برابطة القيصر للمبدعين العرب للنشر و التوثيق


 🛰🛰دراسة بحثية في الحرب السبيرانية كإستراتيجية متطورة و إحدى منظومات المستقبل خصائصها و أبعادها بعنوان:
🛰🛰الصراع السيبيراني الحديث و حيثياته من موقف دول القوى العظمى بين التقييد والحظر و موقف المنظور الدولي الانساني من شرعيته كحرب فرضت نفسها بقوة بجانب الحرب العسكرية..🛰🛰
بقلم يوسف القيصر_بتاريخ 16-02-2021

إن اتساع شعور الدول بخطر الحرب السيبيرانية أدى الى الخروج بعدة قوانين تنظمها شأنها شأن الحروب العسكرية قبلها وقبل التطرق الى حيثيات الموضوع سأعطيكم تعريفا مبسطا عن مصلح السيبيرانية فهو ترجمة لكلمة kybernetes، و هي كلمة لاتينية ومعناها القيادة أو التحكم عن بُعد و يرجع فضل تسميتها منذ وقت بعيد في سنة 1948 إلى عالم الرياضيات نـوربرت وينرNorbert  Weiner الذي ابتكرالاسم أثناء دراسته للقيادة والسيطرة و الاتصال في عالم الحيوان، أما تعريف الحرب السبيرانية بمفهومها الحديث فهو كل نشاط الكتروني سواء على مستوى فرد تابع لدولة او دولة بجهازها الاستخبارتي يهدف الى اختراق انظمة حواسيب العدو بغية أخذ و سرقة معلومات أو احداث أضرار،كما عرّفها مايكل شميت وهو من خبراء القانون الدولي الإنساني على أنها مجموعة من الإجراءات تقوم بها دولة ما  للهجوم على النُظم المعلوماتية المعادية بهدف التأثير والإضرار بها،وايضا في الوقت نفسه للدفاع عن نُظم المعلومات الخاصة بالدولة المهاجمة..فهي حرب ظهرت نتيجة للتطور المعلوماتي الهائل و أصبح لها دور فاعل جدا في الاحداث الدولية وهي تستعمل الانترنت بفضائه الالكتروني كمجال للمعركة و تكون غير معلنة و غامضة تكتسح العدو في صمت و هدوء و بسرعة البرق دون أن تترك أثرا كبيرا بخلاف معارك الجيوش النظامية التي تكون بعد إعلان و معرفة مسبقان .. 

فالحرب السيببرانية هي الجيل الخامس من الحروب الجديدة ظهرت لأول مرة علنيا على سطح الاحداث في النزاع المسلح بين جورجيا وروسيا سنة 2008 و أيضا بين روسيا و جارتها أكرانيا و في دول اخرى مثل العراق و ليبيا و سوريا و أفغانستان لا الحصر.. وأصبحت ركنا هاما في الصراعات الدولية و فاعلا قويا داخل النطاق الاستخباراتي و التجسسي لديها..فهي لا تحط أوزارها أبدا و تزداد شراسة مع التطور الرقمي الرهيب ، فهي تقتحم الانظمة الحاسوبية بكفاءة عالية و تكون إما قبل الهجوم العسكري أو بموازاة معه ،و قد جاءت نتيجة سباق التسلح بين الدول كحرب استراتيجية حديثة تعتمد على الهجوم الالكتروني و ترسانة رقمية وقد دخلت حيز التنفيذ منذ بعض الوقت و تتم باستخدام أجهزة كمبيوتر متطورة يشرف على تشغيلها خبراء برمجة محترفين بتوجيه عدد من الفيروسات هدفها تدمير أنظمة الخصم الالكترونية و أحيانا لجلب معلومات من نظامه فهي أداة حرب الكترونية و وسيلة قتال فعالة بجوار الحرب العسكرية فقد تكون هذه الاخيرة ضخمة و هائلة بترسانتها الكبيرة لكن الاولى لا تتعدى ترسانتها الفيروسية الكيلو بايتس الواحد لكن بأضرار فادحة و قد أصبحت تُستخدم في النزاعات المسلحة و كان لها دور فعال بالموازاة معها أحيانا للهجوم و أحيانا للدفاع أيضا وهي تتفرع الى قسمين حيث تستعمل كوسيلة قتال أو كأسلوب قتال و أصبحت منذ فترة سلاحا مهما لدى دول كثيرة و البعض منها يستخدمها سرا و أخرى تستخدمها علنا و اعترفت باستخدامها، و بالتالي فقد أصبحت جزءا مهما من المنظومة العسكرية لأي دولة و من الصعب الاستغناء عنها..

فهذه الحرب أصبحت تقلق الكل بلا استثناء كون المهاجم السيبيراني يستطيع بسرعة و كفاءة اختراق سيادة دولة معادية ولا تعوقه في سبيل ذلك حيطان و لا أسوار أو أبواب مصفحة و يستطيع بكل بساطة سرقة معلومات في غاية الخطورة والتواصل عن طريق الاختراق مع عملاء و جواسيس بكل سرية و أمان، أو الدخول الى أنظمة دولة ما و تعطيل حاسوباتها و أيضا بنيتها التحتية وأشياء أخرى سآتي على ذكرها في مقالتي هذه ،و قد تطورت هذه الحرب بشكل رهيب من وسيلة قرصنة و تجسس وتخريب الى هجمات استراتيجية مدمرة للمكون المادي مثل فيروس ستاكس نت كما يلوح على السطح تحدي من نوع جديد وعلى اعلى مستوى حيث تطور السلاح السييبيراني وأصبح ممكنا جدا أن يتحدى السلاح النووي فهي بذلك قريبا ستصبح سلاحا كونيا بامتياز..

لقد تغير المشهد العالمي فيما يخص الحروب أيضا وعندما أصبحت تكنولوجيا المعلومات جزءا لا يتجزأ من منظومة التواصل اعتُمِدت كوسيلة فعالة في الحروب المخابراتية مما تمخض عنه هذه الحرب الحديثة،فالصراعات السيبيرانية بين الدول كحرب مستحدثة و جديدة أحيانا كحرب في حذ ذاتها و أحيانا كمساعدة للحرب العسكرية قد أصبحت تحدث لكل الاطراف المتنازعة خسائر فادحة من تخريب البنية التحتية و إحداث خسائر كبرى بكل مرافقها و أيضا تعطيل الشبكة الالكترونية ككل حيث ينعدم الاتصال بصفة نهائية الشيء الذي ينعكس سلبا و بقوة على كل القطاعات الأساسية و من جهة أخرى فهي باتت تشكل تهديدا آخر إذ أحدثت ثغرة في بنود الاتفاقيات والمعاهدات الحربية فعندما يصبح النزاع العسكري مقيدا فإن الحرب السيبيرانية تستطيع ضرب العدو بسرية كونها خفية و لا تستعمل قواعد عسكرية خلاف الحرب الترسانية و هذا شيء بدأ يقلق بشدة كل الاطراف ..
فهي تحقق نتائجا سريعة و قوية بحيث لا ننسى ما حصل في انتخابات رئاسية أمريكية مضت إذ تمكن الرئيس الامريكي ترامب من الفوز بالسلطة بمساعدة تدخل سيبيراني حيث استطاع القراصنة الروس من نشر رسائل إلكترونية خاصة بهيلاري كلينتون إبان حملتها الرئاسية ضده الشيء الذي أثر سلبا على سير الانتخابات مما أدى إلى فشلها في كسب الكرسي الرئاسي،و كلها أشياء تبين ما لهذه الاستراتيجية المتطورة من أبعاد و تأثيرات عالمية ..

و بالمرور الى الشطر الثاني من عنوان الدراسة بشأن القوى العظمى و أبعاد وحيثيات الصراع السيبيراني بينهم فسأسلط الضوء على الصراع بين روسيا وأمريكا كونهما الخصوم الاقوى ضمن هذا الصراع في المشهد العالمي فقد بدأت بينهم الحرب السيبرانية المعلنة منذ 2012 و ازدادت شراسة طيلة هذه السنوات و الكفة غالبا كانت ترجح للروس لتفوقهم على نظرائهم الامريكين في هذا المجال،سنوات و الحرب لا تهدأ بينهما سواء جهرا أو علنا و لطالما وجه الهاكر الروس للأمريكيين ضربات موجعة مثل هجمات (لعبة الأهداف الحرجة) و الذي كان اختراقا كبيرا الذي ضربوا به جهازي المخابرات الأمريكي و البريطاني بضربة واحدة استهدفوا فيها الملايين من الحواسيب بما فيها من بيانات حساسة جدا و أيضا ضربة أولمبياد فبراير 2018 الشهيرة..كما لا ننسى منظمة كايبركاليفاتس و هو تنظيم هاكر سري تابع لروسيا الذي قام بمهاجمة وسائل الإعلام الأمريكية مهددين أزواج العسكريين الأمريكيين..

ونعود مرة للمعسكر السبيراني الأمريكي لتسليط الضوء على ما لهذه الإستراتيجية الجديدة من قوة و تأثير ففي سنة 2020و تحديدا في شهر سبتمبر أعلنت مصادر ناطقة عن جهة رسمية أمريكية أن الولايات المتحدة اجتاحتها أكبر عملية تجسس عرفها تاريخها حيث اخترق القراصنة الروس حواسيب بيانات البيت الأبيض و وزارة الأمن الداخلي وأيضا وزارة الخزانة الأمريكية حيث استُهدفت أيضا ملفات  تطوير السلاح النووي الأمريكي و ذلك في أكبر عملية تجسس عرفها التاريخ عملية كانت استمرت ل6شهور، و إذا تمعنا في أسباب التفوق السيبيراني للروس على الامريكين فهو يعود إلى شيئين أولهما تفوق المبرمجين المنظمين تحت اللواء الروسي على نظرائهم الأمريكيين و لا ننسى أن منظمات المخترقين الروس كان اسمهم دائما يرتبط بأضخم عمليات الاختراق العالمية حيث تبوأوا مركز الصدارة على المستوى القاري و سبب آخر لتفوقهم في هذه الحرب أن المخترقين الروس غير مقيدين نسبيا بالقوانين الدولية،..

فالصراع السيبيراني بين القوتين العظميين كان يزداد عنفا و تصاعدا و يكلف الطرفين خسائرا مهمة الشيء الذي أدى بكل من سياسة الطرفين الى التفكير في حلول للوضع حتى يخفف من حدة تصاعده،فعقدوا مرات عدة طاولات مستديرة للوصول لحل نسبي حيث نادت روسيا بضرورة حظره نهائيا في حين أن الأمركيين دعوا الى تقييده بقوانين فقط وانتهى بهم الامر الى طريق مسدود..

و مرورا الى الشطر الاخير من عنوان المقالة فيما يخص المنظور الدولي الانساني من شرعيتها فبعد تزايدا استعمال الدول للتكنلوجيا في الحروب و تزايد حدة الهجمات السيبرانية تدخلت اللجنة الدولية للتطورات التكنولوجية وخرجت بقرار مفاده أن الحرب السيبيرانية شأنها شأن أي حرب اخرى لذا وجب وضعها تحت بنود القانون الدولي الإنساني و تظل خاضعة لميثاق الأمم المتحدة فخَلقت تحديا جديدا للقانون الدولي الانساني و كان لزاما على خبرائه الاجتهاد حتى يحدثوا مساطرا جديدة في القانون و تطوير بروتوكولات الاتفاقيات لكي تلائم تطورات الحرب الجديدة و كذلك من أجل تقييم المخاطر الناتجة ومواجهة التحديات والاكراهات كون دول كثيرة لا تريد الاستغناء عنها و أخرى عظمى تفرض رأيها بقوة في هذا الشأن فقد عقدت اللجنة نفسها منذ فترة اجتماعا حضره خبراء من جميع بقاع الكرة الأرضية لوضع تقيم نظري للخسائر و التكلفة التي ستنتج عن هذه الحرب الحديثة،و أيضا فالقانون الدولي وضع لها عدة شروط لعل أهمها ما قرره بخصوص النزاعات المسلحة حيث تم منع المتحاربين من الهجوم السيبيراني على قطاعات الصحة و البنية التحتية للاوطان و الا اعتُبرت الدولة المخالفة منتهكة للقانون الدولي الإنساني و تصبح معرضة للعقوبة..

و قريبا ستدخل كل القوى الى هذه المعادلة الصعبة و الحرب ستكون أشد ضراوة كما يتوقع كثير من الخبراء أنها ستكون هي بديلة الحروب كمنظومة تفرض كيانها الكامل في المستقبل القريب فهي رغم فضائها الكتروني وليس ميداني قد أثَّرت بقوة على النظام الدولي بكل تياراته الحربية و السياسية و الاقتصادية والأمنية.. 
.. 
و ختاما فالعمليات السيبرانية تحمل في في طياتها الكثير من المخاطر و تزداد شراسة و تطورا يوما بعد يوم فهي بلا شك حرب المستقبل و الأحداث المقبلة ستحمل لنا في طياتها الكثير من المفاجآت الكبرى كما أن القانون الدولي الإنساني لم يوافق على الحرب السيبيرانية إلا تحت إكراهات عظمى لأنه في حالة الرفض فإن دول كثيرة ستستعملها سرا على خفية منه..
محررة بتاريخ16-01-2021و موثقة برابطة القيصر للمبدعين العرب في 24-01-2021
المصادر_
الاختراق الروسي للمخابرات الأميركية والبريطانية.
الهجوم الإلكتروني على جورجيا
و مصادر أخرى متفرقة 


 دراسة في السياسات و المقاربات الأروبية بخصوص المجتمعات المسلمة بعنوان:

مناوأة الاحكام التعميمية لتواجد المسلم بالديار الغربية أسباب كبرى لترسيخ جذور التباعد العرقي و الديني و عامل أكبر لإجهاض سبل التعايش السلمي داخل قيم المحبة و السلام:

بقلم  يوسف القيصر_بتاريخ20-01-2021


إن تواجد المسلم بالديار الغربية موضوع ضخم جدا لما له من بعد اجتماعي و قاري ويغطي الكرة الأرضية جمعاء و يطرح دائما تساؤلات عدة كونه يتعمق في عمق التاريخ الإنساني بجذور تغوص بفكر الرجل الغربي تسقيها مياه راكدة و فاسدة و أيضا لأنه بوثقة تنصهر فيها تيارات سياسية و مرجعيات فكرية و خلفيات عنصرية متعددة..


فقضية المسلم في المشهد الاروبي قضية ضخمة تفرض نفسها على المستوى العالمي و الوطني لما لها من أبعاد دولية متشعبة و تأخذ حيزا هاما من اهتمام المفكرين و السياسين وشريحة مهمة من الاعلاميين ،و منذ عقود والمسلم يعرف إكراهات شتى تعيق اندماجه وتخلق له إعاقات مجتمعية كبرى نتيجة مباشرة للعائق الايدلوجي المرتبط بالمرجعية الدينية و الفكرية و أيضا نتيجة التباين بين العرقين عقائديا و فكريا و ثقافيا الشيء الذي يشعل دائما فتيل التوتر العرقي و الطائفي إلى جانب متغيرات أخرى تتمثل في عوائق اجتماعية محضة نظرا لاختلاف المجتمعات الاصلية لكل من الغرب و الشرق من عادات و تقاليد و لغة و أيضا عوائق تطرحها الاوضاع الاقتصادية هناك..

فقضية الاسلام بأروبا قضية جدلية و عميقة الجذور و بالمرور مباشرة الى عنوان َمقالتي حول السياسات و المقاربات الأروبية بخصوص المجتمعات المسلمة فنجد أن  أزمة المسلم المقيم بالمهجر قد  تعمّقت بشكل كبير نتيجة وجود تيارات سياسية لا تساعد في ترسيخ قيم المواطنة والحوار بقدر ما تساعد في توسيع الهوة بين المسلم و نظيره الأروبي واحتدام الصراع بينهما ..فأكثر الباحثين بهذا الصدد قد أجمعوا على مناوأة الأحكام التعميمية بخصوص تواجد المسلم بأروبا و أغلب التيارات السياسية والحركات الدينية والفكرية تتقارب أفكارها حول المسلم بأروبا أفكار نجد ضمنها أشياء سلبية كثيرة تضر بالفئة المسلمة و تعتمد على تفكير نمطي بدون مبررات حقيقية نتيجة موروث ثقافي له خصائص ذات طابع تغلب عليه مرجعية فكرية عقيمة ترفض تقبُّل المسلم و احتضانه،و نذكر على سبيل المثال اليمين المتطرف الذي يشكك دائما في ملائمة الإسلام مع الديموقراطية بالمجتمعات الغربية و أيضا معارضة الأغلبية الاروبية للحجاب بشكل مستمر و غير ذلك من مظاهر الاحتراب و التهميش فالغرب رغم ما يعيشه من انفتاح اجتماعي و ثقافي و الحداثة التي وصل اليها و التي تدعو الى تحطيم كل الفروقات العرقية و التعايش السلمي مع كل الطوائف العقائدية فهي حداثة مقنَّعة ولا زال متمسكا بعنصريته المريضة و تشدده العرقي و أيضا لا زال يرزح تحت وطأة موروثات عقائدية و امتداد لمرجعية عرقية غير عقلانية أشياء متراكمة منذ أمد بعيد و هذه التيارات السياسية و التي تغذيها مطامع شتى و تحركها عقول مريضة لها مصلحة في إقصاء المسلم و تهميشه و هي توظف الدين بطريقة خبيثة حتى تزيد من نمطية فكر الغربيين و تزداد الهوة اتساعا بين الاروبي و المسلم..


و تبقى التيارات الغربية بكل أنواعها لا تساعد المسلم على كسر الموانع التي تعرقل تواجده و تحرمه من قيمه الانسانية و على رأس هذه التيارات كما ذكرت التيار السياسي الذي يوظف الرموز العقائدية لتغيير المفاهيم حتى تلائم أهواءه لخدمة أغراضه الشخصية و ترك الهوة تزداد عمقا..


محررة بتاريخ20-01-2021و موثقة برابطة القيصر للمبدعين العرب في 24-01-2021



 دراسة في منظومة الاعلام الغاشم بعنوان:

الاعلام اليوم بآلياته الكبرى فاعل قوي في التضليل الغاشم بيد أشخاص فقدوا القيم والضمير الانساني..

بقلم القيصر__ 22-03-2021


منذ عقود كان للاعلام دورا جوهريا في معظم الاحداث سواء على المستوى الوطني أو الدولي ،وكان يتسم بشيء من النبل و النزاهة في نقل الخبر و طرح الحدث،وفي المرحلة الراهنة عندما دخل العالم إلى نُظم الحداثة الجديدة و العولمة القارية ازداد دوره بشكل كبير وخطير مما جعل له سلطة كبرى تهاوت أمامها أغلب السلطات الأخرى و أصبح يأثر في النُّظم كافة و يتحكم بموجبها

 في سير الاحداث و تحديد معاييرها ، فلم يعد يقتصر دوره على تقديم الخبر و تحليله بمصداقية بل أصبح أيضا يزيف الخبر و يحلله بلا مصـداقية أشياء جعلته وحـشا مخـيفا لا يعـرف الرحمـة ، وكصـيرورة طبيعية لهذا المظهر الجديد الذي أصبح عليه بدأ أشخاص يتصفون بمنتهى النذالة يوظفونه بشكل كبير في رسم الخريطة السياسية و التأثير في الموازين الاقتصادية بمعايير خاطئة يفتقد فيها أبسط معاني الصدق و الشرف ..

وكل يوم نسمع عن ضحايا الاعلام الغاشم و عن أباطرته الذين ملكوا ذمم أصحـاب القلم من صحافيين واعلاميين فاقدي الضمير فأبدعوا في فبركة الخبر و زينوه بأكاذيب براقة مرتكزين على شائعة ما بحيث يعمل ميكانيك الشائعة على بلورتها حتى تتخذ حلة خبر حقيقي ،فرسموا بها الخيبة والألم على أناس شرفاء و دمروا حياة آخرين لا ذنب لهم سوى أنهم وقفوا وقفة حق أو أصحاب موقف نبيل..

و في سياق آخر فمعظم آليات الصحافة و القنوات الاذاعية و التلفزية على حـد سواء يتحكم فيها أشخاص معظمهم غير شرفاء قد باعوا ذممهم للشيطان و فُـقدت فيهم كـل القيم النبيلة، تخـلوا عن  إخلاصهم لمهنتهم و فقدوا أيضا ضميرهم الانساني فأصبحنا نرى كم عاث الاعلام في الأرض فسادا حيث وظفه الذين ظلموا أنفسهم لمآرب شتى فـأحـيانا لتحقيق مدخـول مـادي و أخـرى لخدمـة مصالح سياسية أو طائفية كما استعمله اخرون للنيل من أعدائهم و تشويه سمعتهم و تدمير حتى حياتهم..

و للأسف الشديد نجد ظاهرة أخرى عززت من تقوية شوكة الاعلام المضلل و يتعلق الامر بالمستهلك و هو المواطن بالدرجة الاولى سواء كان قارئا للخبر في الصحف أو متفرجا عليه على الشاشة بحيث باتت شريحة عظمى من هؤلاء تبحث بشدة عن الخبر الذي يتمحور حول الشائعات القذرة  و فضائح الشرف أشياء تنم عن هشاشة مجتمعات نزلت الى الحضيض..

و هؤلاء الاشخاص هم الدعامة الكبرى لأصحاب الاعلام المدمر يقرؤون الخبر بغباء و جهل و أيضا بانعدام ظمير دون التحقق منه بل هم أنفسهم يعملون على ترويجه على أكبر نطاق..

لقد تخطى هؤلاء الطغاة الاعلاميون جميع الاعراف ضاربين بعرض الحائط كل القيم النبيلة النابعة من الظمير الحي و جعلوا من المنبر الاعلامي الشريف منبرا قذرا يبعث الخوف و الرعب في النفوس، و في ظل تطور آلياته ازدادت خطورته سواء على المستوى الوطني أو الدولي و يزداد الامر سوءا عندما أصبح أداة طيعة عند أولي النفوذ الواسع و الذين يستغلون نفوذهم السياسي و مواردهم المادية الهائلة في التنكيل بأعدائهم دون أن ترمش لهم عين،و رأينا كم أصبـح يـقلب الأحداث على المستوى القاري بشكل سريع و عجيب و بدأنا نسمع كل يوم عن دبابير الاعلام التي تعقد صفقات اعلامية يندى لها الضمير الانساني فملؤوا أعمدة صحـفهم بالخبر الضخم المليء بالـزيف والأكاذيب أشياء نزلت بمهنة الاعلام النبيل الى أسفل الدرك من الدنس و النذالة..

بقلم يوسف بلغازي القيصر__ 22-03-2021



 السياسات العربية..

بقلم القيصر_16-03-2021

إن منظومة السياسات العربية تسير في طريـق منحدر جدا تتهاوى معه كـل سـبل الاصـلاح والتطور،و لن يتغير الوضع إلا إذا تغيرت أهم المعايير و الأسس التي تعتبر آليات كبرى في المجتمع ككل و أتكلم هنا عن الشعب كآلية كبرى، فالمواطن العادي في الشعوب العربية إذا بقي يعيش متفرجا على الاحداث بحيادية و أحيانا ببلادة و غباء إما بسبب جـبن أو جهل فإن النـظام السياسي سيشهد انعطافة اخرى نحو الأسوأ و الشعب وحده من سيدفع الثمن..

#القيصر


 تعريف الأمن القومي برؤية جديدة من القيصر بعنوان: الأمن القومي مؤسسة كبرى داخل الدولة تُعتمد كإطار فكري استراتيجي يدخل في التكوين الفلسفي وا...